(﴿وإنآ إلى ربنا لمنقلبون﴾ [الزخرف: ١٣، ١٤])؛ أي: راجعون وذلك لما ثبت في «الصحيح» من حديث ابن عمر وغيره: «أن رسول الله ﷺ كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا، ثم قال: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنآ إلى ربنا لمنقلبون اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل وإذا رجع قالهن. وزاد فيهن: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون»(١). «وكان هو وأصحابه إذا علوا الثنايا كبروا وإذا هبطوا الأودية سبحوا»(٢).
وكان إذا أشرف على قرية يريد دخولها يقول:«اللهم رب السموات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما ذرين أسألك خير هذه القرية وخير أهلها وأعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها»(٣).
(وتكره التجارة إلى أرض العدو) لأن في ذلك تغريرا للإنسان بنفسه وماله وإذلالا للدين (وإلى بلد السودان)؛ أي: الكفار منهم للعلة المتقدمة. (وقال النبي عليه) الصلاة والسلام: «السفر قطعة من العذاب» فعن أبي هريرة له أن رسول الله ﷺ قال: «السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى نهمته، فليعجل إلى أهله»(٤). نهمته: مقصوده.
(١) مسلم (٤/ ١٠٤) (٣٢٥٤)، والترمذي (٣٤٤٧). (٢) كما في حديث ابن عمر ﵄ بإسناد صحيح، رواه أبو داود (٢٥٩٩٩)، وقد علق الأرناؤوط على الحديث في رياض الصالحين فانظره (٣٠٤)، ط: الرسالة. (٣) أخرجه النسائي في الكبرى (٨٧٧٦)، وفي «عمل اليوم والليلة» (٥٤٤)، وابن خزيمة (٢٥٦٥). (٤) أخرجه مالك في «الموطأ» (٢٨٠٥)، وأحمد (٢/ ٢٣٦) (٧٢٢٤)، والبخاري (١٨٠٤) وفي (٣٠٠١)، ومسلم (٥٠٠٠).