فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:«إن الله حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر»(١)، والبراز بفتح الباء والراء (اسم للفضاء الواسع).
(وإزرة) الرجل (المؤمن) بكسر الهمزة لأن المراد الهيئة (إلى أنصاف ساقيه) ولفظ «الموطأ» من قوله ﵊: «إزرة المؤمن إلى أنصاف ساقيه، لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين، ما أسفل من ذلك ففي النار، ما أسفل من ذلك ففي النار، لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا»(٢).
تنبيه: الأزرة مشتقة من الإزار وهو الذي نص عليها إلى أنصاف الساق لأنه الإزار عادة يثبت في الحقو ولا يتقلص من الخلف، بخلاف القميص والثوب لو كان إلى أنصاف الساق لتقلص ويصير صاحبه ضحكة للناس ولذلك يراعى في الثوب غير ما يراعى في الإزار، وقد أفرد العلامة الفقيه بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله تعالى رسالة ماتعة بعنوان: حد الثوب والأزرة، وتحريم الإسبال ولباس الشهرة (٣).
(والفخذ) وهو ما بين الساق والورك (عورة وليس) هو في التحريم (كالعورة) المغلظة وهي السوءتان، ولما انتفى كونه كالعورة خف أمره فغاية ما يقال إنه يكره مع غير الخاصة، وهو قول جمهور السلف أنها ليست عورة (٤) لحديث أنس ﵁: «أن رسول الله ﷺ غزا خيبر، فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب نبي الله ﷺ وركب أبو طلحة، وأنا رديف أبي طلحة، فأجرى نبي الله ﷺ في زفاق خيبر، وإن ركبتي لتمس فخذ نبي الله، ثم حسر
(١) أخرجه أحمد (٤/ ٢٢٤)، وأبو داود (٤٠١٣)، والنسائي (١/ ٢٠٠)، وقال الألباني في الثمر المستطاب إسناده جيد (١/ ٣٠)، ط: غراس للنشر والتوزيع. (٢) تكرار وقد تقدم تخريج الحديث. (٣) مطبوعة. (٤) البيان والتحصيل (١٨/ ٢٧٧).