معصية الخالق» (١)، قال القاضي عياض رحمه الله تعالى: بر الوالدين واجب في غير الحرام (٢)، وقد وقع الإجماع على برهما وحرمة عقوقهما كما حكاه النووي فقال: أجمع العلماء على الأمر ببر الوالدين وأن عقوقهما حرام من الكبائر.
(و) يجب على المؤمن أن يستغفر لأبويه المؤمنين لقوله تعالى: ﴿وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا﴾ [الإسراء: ٢٤]، وأن يحسن لأصحابهما بعد موتهما، حدث مالك بن ربيعة الساعدي ﵁ قال: بينا نحن عند رسول الله ﷺ: إذ جاءه رجل من بني سلمة، فقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ قال:«نعم الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما»(٣).، وعن أبي هريرة ﵁:«إن الرجل لترفع درجته في الجنة، فيقول أنى لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك»(٤).
• موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين:
(و) يجب (عليه)؛ أي: المؤمن (موالاة المؤمنين) وهي الألفة والاجتماع من إظهار المحبة لهم ومناصرتهم وعدم ما يوجب المنافرة من حسد وغيره قال تعالى: ﴿إنما وليكم الله ورسوله، والذين آمنوا﴾ [المائدة: ٥٥]، وقال تعالى: ﴿ولا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم﴾ [المجادلة: ٢٢] الآية، (و) يجب على المؤمن (النصيحة لهم)؛ أي: للمؤمنين لما صح من قوله ﵊: «الدين
(١) رواه أحمد والحاكم عن عمران والحكم بن عمرو الغفاري، قال الشيخ الألباني: «صحيح». انظر: حديث رقم (٧٥٢٠) في صحيح الجامع. (٢) غذاء الألباب (١/ ٣٨٢). (٣) أبو داود (٥١٤٢). (٤) أخرجه ابن ماجه (٣٦٦٠)، وابن حبان (٢٥٧٣)، وقال الألباني: «صحيح». انظر: حديث رقم (١٦١٧) في صحيح الجامع.