للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«أمك» قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أبوك»» (١).

وفي رواية: يا رسول الله من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: «أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أباك، ثم أدناك أدناك» (٢)؛ وعن أسماء بنت أبي بكر قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله فاستفتيت رسول الله قلت: وهي راغبة أفأصل أمي، قال: «نعم صلي أمك» (٣)، (فليقل لهما قولا لينا) بأن لا يرفع صوته فوق صوتهما قال تعالى: ﴿فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما﴾ [الإسراء: ٢٣] وأخرج الديلمي عن الحسين بن علي مرفوعا: «لو علم الله شيئا من العقوق أدنى من (أف) لحرمه» (٤)، وقال ابن عباس : هي كلمة كراهة، وقال مقاتل: الكلام الغليظ.

وليعلم أن رضا الله في رضاهما كما جاء عن النبي أنه قال: «رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما» (٥).

(وليعاشرهما بالمعروف)؛ أي: بكل ما عرف من الشرع الإذن فيه قال تعالى: ﴿واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا﴾ [الإسراء: ٢٤]، وقال سبحانه: ﴿أن اشكر لي ولوالديك﴾ [لقمان: ١٤] فمن شكر الله ولم يشكر والديه لم يقبل منه كما قال الحبر ، (ولا يطعهما في معصية كما قال الله تعالى : ﴿وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما﴾ [لقمان: ١٥]، وقال : «لا طاعة لمخلوق في


(١) البخاري (٥٩٧١) وفي «الأدب المفرد» (٥/)، ومسلم (٦٥٩٢) وفي (٦٥٩٣).
(٢) مسلم (٢٥٤٨).
(٣) البخاري (٢٤٧٧)، ومسلم (١٠٠٣).
(٤) فتح القدير (٣/ ٢١٨)، وانظر: الآثار في الدر المنثور للسيوطي (٥/ ٢٥٨).
(٥) أخرجه الترمذي (١٨٩٩)، وقال عقب الموقوف: وهذا أصح. ورواه ابن حبان (٤٢٩)، ورواه الطبراني عن ابن عمرو. قال الألباني: «صحيح». انظر: حديث رقم (٣٥٠٧) في صحيح الجامع.

<<  <  ج: ص:  >  >>