للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولأن هذا طائر فلم يكن حراما كالدجاج والإوز (١)، قال الغماري: ولا يخفى ما فيه لورود النص بتحريم كل ذي مخلب من الطير كما سبق وهو في «صحيح مسلم» وغيره، ولا يخفى أن الآية عامة والحديث خاص فيبني العام على الخاص (٢).

قال المصنف رحمه الله تعالى:

ومن الفرائض بر الوالدين وإن كانا فاسقين وإن كانا مشركين فليقل لهما قولا لينا وليعاشرهما بالمعروف، ولا يطعهما في معصية كما قال الله .

وعلى المؤمن أن يستغفر لأبويه المؤمنين، وعليه موالاة المؤمنين والنصيحة لهم.

ولا يبلغ أحد حقيقة الإيمان حتى يحب لأخيه المؤمن ما يحب لنفسه، كذلك روي عن رسول الله وعليه أن يصل رحمه، ومن حق المؤمن على المؤمن أن يسلم عليه إذا لقيه ويعوده إذا مرض ويشمته إذا عطس ويشهد جنازته إذا مات، ويحفظه إذا غاب في السر والعلانية، ولا يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، والسلام يخرجه من الهجران ولا ينبغي له أن يترك كلامه بعد السلام، والهجران الجائز هجران ذي البدعة أو متجاهر بالكبائر لا يصل إلى عقوبته ولا يقدر على موعظته أو لا يقبلها ولا غيبة في هذين في ذكر حالهما ولا فيما يشاور فيه لنكاح أو مخالطة ونحوه ولا في تجريح شاهد ونحوه.

ومن مكارم الأخلاق أن تعفو عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وتصل من قطعك، وجماع آداب الخير وأزمته تتفرع عن أربعة أحاديث: قول النبي : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، وقوله : «من حسن إسلام المرء تركه ما لا


(١) المنتقى للباجي حديث (٩٤١)، باب: تحريم أكل كل ذي ناب من السباع.
(٢) مسالك الدلالة (٤٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>