إلى تنمية الأعمال بتحسين النيات والتنبيه على بعض البدع والعوائد التي انتحلت وبيان شناعتها وقبحها».
فإذا اقترنت الأقوال والأعمال والنيات وجب النظر إلى موافقتها للسنة أو بعدها عنها، فكم من مجتهد في الخير محروم من الأجر والثواب، إما بسبب افتقاره للإخلاص ولو وافق السنة، أو بسبب إخلاصه واجتهاده لكن في بدعة، قال تعالى: ﴿فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا﴾ [الكهف: ١١٠]، وصح عن النبي ﷺ أنه قال:«من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»(١) من حديث عائشة ﵂.
ولعل المصنف رحمه الله تعالى استقى عبارته هنا من حديث روي مرفوعا ومرسلا، فالأول من حديث أبي هريرة عن رسول الله ﷺ، ذكر حديثا طويلا، وقال فيه:«لا قول إلا بعمل، ولا عمل إلا بنية، ولا قول وعمل ونية إلا باتباع السنة»(٢)، وهو من مراسيل الحسن، وروي موقوفا على صحابيين جليلين هما أنس وعبد الله بن مسعود ﵄ قالا:«لا ينفع قول إلا بعمل، ولا عمل إلا بقول، ولا قول وعمل إلا بنية، ولا نية إلا بموافقة السنة»(٣)، وروي موقوفا من كلام الحسن (٤)، وقال الحميدي قال:«السنة عندنا أن يؤمن الرجل بالقدر خيره وشره، حلوه ومره، وأن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن ذلك كله قضاء من الله ﷿، وأن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ولا ينفع قول إلا بعمل ولا عمل وقول إلا بنية ولا قول وعمل ونية إلا بسنة»(٥).
(١) رواه البخاري ومسلم وتقدم تخريجه. (٢) وضعفه الألباني في السلسلة (٣٩٩١)، وانظر: الإبانة الكبرى لابن بطة رحمه الله تعالى، باب: لا قول إلا بعمل. (٣) جامع العلوم والحكم (١/ ٧٠)، وإسناده ضعيف، وانظر المصدر: البدر المنير (٢/ ٦٢٨)، وهو ضعيف. (٤) المرجع السابق، وانظر: الشريعة للآجري رقم (٢٥٧) فقد روى الأثر موقوفا. (٥) مسند الحميدي (٢/ ٥٤٦).