الخلفاء الراشدون، والجمع بعرفة والمزدلفة سنة واجبة، وجمع المسافر في جد السير رخصة، وجمع المريض يخاف أن يغلب على عقله تخفيف، وكذلك جمعه لعلة به فيكون ذلك أرفق به، والفطر في السفر رخصة والإقصار فيه واجب، وركعتا الفجر من الرغائب وقيل: من السنن، وصلاة الضحى نافلة، وكذلك قيام رمضان نافلة وفيه فضل كبير ومن قامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه والقيام من الليل في رمضان وغيره من النوافل المرغب فيها، والصلاة على موتى المسلمين فريضة يحملها من قام بها وكذلك مواراتهم بالدفن وغسلهم سنة واجبة. وكذلك طلب العلم فريضة عامة يحملها من قام بها إلا ما يلزم الرجل في خاصة نفسه.
وفريضة الجهاد عامة يحملها من قام بها إلا أن يغشى العدو محلة قوم فيجب فرضا عليهم قتالهم إذا كانوا مثلي عددهم، والرباط في ثغور المسلمين وسدها وحياطتها واجب يحمله من قام به).
الشرح
(باب جمل)؛ أي: في بيان جمل من الفرائض وجمل من السنن (الواجبة)؛ أي: المؤكدة (و) جمل (من الرغائب) وابتدأ بهذا الباب بمسائل فقهية فقال:
(الوضوء للصلاة) فرضا كانت أو نفلا (فريضة)؛ أي: عبادة مفروضة لقوله تعالى: ﴿ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين﴾ [المائدة: ٦] وحديث ابن عمر عن النبي ﷺ قال: «لا تقبل صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول»(١).
(١) مسلم (١/ ١٤٠) (٤٥٦)، وأبو داود (٥٩)، والنسائي (١/ ٨٧) وفي «الكبرى» (٧٩ و ٧٢)، والترمذي (١)، وابن ماجه (٢٧٢).