للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تائبون) هما بمعنى واحد وهو الرجوع عن أفعال مذمومة إلى أفعال محمودة (عابدون لربنا) بما افترض علينا (حامدون) له على ذلك (صدق الله وعده) لنبيه محمد من النصر وإنجاز الوعد بدخول مكة بقوله تعالى: ﴿لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين﴾ [الفتح: ٢٧] (ونصر عبده) محمدا (وهزم الأحزاب وحده)، لحديث أنس هـ: "كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة، يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده» (١)، وذلك أن المشركين تحزبوا على النبي ونزلوا بالمدينة فأرسل الله عليهم ريح الصبا وهو الريح الشرقي قال: «نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور» (٢) وهو الريح الغربي.

وإنما استحب قول هذا لأن النبي كان يقوله إذا انصرف من غزو أو حج أو عمرة.

تم بحمد الله وتوفيقه ما تعلق بالعبادات


(١) البخاري (١٧٩٧)، ومسلم (٣٢٦٥).
(٢) البخاري (١٠٣٥): «نصرت بالصبا» هي الريح التي تهب من مشرق الشمس، ونصرته بها كانت يوم الخندق إذا أرسلها الله تعالى على الأحزاب باردة في ليلة شاتية فقلعت خيامهم وأطفأت نيرانهم وقلبت قدورهم، وكان ذلك سبب رجوعهم وانهزامهم. (الدبور) هي الريح التي تهب من مغرب الشمس وبها كان هلاك قوم عاد كما قص علينا القرآن الكريم.

<<  <  ج: ص:  >  >>