خيل صيام، وخيل غير صائمة … تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما
يعني: بالصائمة الممسكة عن الجري والحركة.
وشرعا: الإمساك عن شهوتي البطن والفرج وما في معناهما من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب (٢)، قبل الفجر أو معه في غير أيام الحيض والنفاس وأيام الأعياد.
والصوم باعتبار حكمه ينقسم إلى واجب وغيره، ومن الواجب الكفارات والنذور وصوم رمضان، وإليه أشار بقوله:(وصوم شهر رمضان فريضة) دل على فرضيته الكتاب والسنة والإجماع، أما الكتاب فقول الله تعالى: ﴿يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم﴾ [البقرة: ١٨٣] إلى قوله - ﴿فمن شهد منكم الشهر فليصمه﴾ [البقرة: ١٨٥]. وأما السنة: فعن ابن عمر،﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان»(٣).
وأجمع المسلمون على وجوب صيام شهر رمضان، على المكلف الخالي من الأعذار المبيحة، والموجبة للفطر (٤).
فمن جحد وجوب صوم رمضان فهو كافر إجماعا، يستتاب ثلاثا فإن تاب وإلا قتل، ومن أقر بوجوبه وامتنع من صومه فهو عاص يجبر على فعله، فإن لم يفعل قتل حدا كالصلاة؛ أي: بعد أن يؤخر إلى أن يبقى من وقت نيته قدر ما يسعها (٥)
(١) البيت للنابغة الذبياني كما هو في ديوانه (صنعة ابن السكيت) (٢١٢). (٢) التوضيح (١/ ١٤٢) تحقيق: هالة بنت الحسين، إشراف: أبي الأجفان رحمه الله تعالى، مخطوط جامعة أم القرى (١٤٢٤ هـ / ٢٠٠٣ م)، والمذهب (٢/ ٥٠٩). (٣) من حديث عبد الله بن عمر ﵄ في «الصحيحين»، والبخاري (٨)، ومسلم (١٦). (٤) مراتب الإجماع لابن حزم (٤٥). (٥) التوضيح على جامع الأمهات لخليل (١/ ١٤٣)، والذخيرة (٢/ ٤٨٢ - ٤٨٤).