للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشرعا: طلب السقي من الله تعالى لقحط نزل بهم أو غيره؛ والقحط احتباس المطر، أفاده المصباح (١). وغير القحط كتخلف جري نهر أو لزرع أو شرب حيوان فلذلك يستسقى من بصحراء أو بسفينة.

وهو مشروع بالكتاب والسنة والإجماع.

قال الله تعالى: ﴿وإذ استسقى موسى لقومه﴾ [البقرة: ٦٠]، وقد ثبت الاستسقاء عن نبينا قولا وفعلا فعن أمنا عائشة قالت: شكا الناس إلى رسول الله قحوط المطر، فأمر بمنبر، فوضع له في المصلى، ووعد الناس يوما يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج رسول الله ، حين بدا حاجب الشمس، فقعد على المنبر، فكبر ، وحمد الله ﷿، ثم قال: «إنكم شكوتم جدب دياركم، واستنخار المطر عن إيان زمانه عنكم، وقد أمركم الله ﷿ أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم»، ثم قال: «الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين، لا إله إلا الله، يفعل ما يريد، اللهم أنت الله، لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين»، ثم رفع يديه، فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه، ثم حول إلى الناس ظهره، وقلب، أو حول رداءه، وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس ونزل، فصلى ركعتين، فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت، ثم أمطرت بإذن الله، فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك ، حتى بدت نواجذه، فقال: «أشهد أن الله على كل شيء قدير، وأني عبد الله ورسوله» (٢)؛ وفي رواية: «كما يصلي في العيد» (٣)، وفي رواية ابن عباس : «خرج رسول الله متبدلا متواضعا، متضرعا، حتى أتى المصلى».


(١) المصباح (٤٩١).
(٢) أبو داود (١١٧٣) وقال: «حديث غريب، إسناده جيد، وأهل المدينة يقرءون (ملك يوم الدين)، وإن هذا الحديث حجة لهم»، ورواه ابن حبان كما في الموارد (٦٠٤).
(٣) رواه أبو داود (١١٦٥)، والترمذي وصححه (٥٥٨). قال الحافظ: وقال الشافعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>