والقنوت في اللغة: الطاعة، والسكوت، والدعاء، والقيام في الصلاة، والإمساك عن الكلام:
وهو مشروع مع اختلاف العلماء في حكمه بين الوجوب والاستحباب، والإباحة وقد فصلنا القول فيه في المناهل الزلالة، ومحله عند المالكية الصبح، ويكون قبل الركوع، وجوز مالك قبل وبعد.
(والقنوت)؛ أي: لفظه المختار عند المالكية: هو ما رواه عبيد بن عمير رحمه الله تعالى قال: صليت خلف عمر ﵁ صلاة الصبح - فقنت فيها بعد الركوع وقال في قنوته:«اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، ولك نسعى ونحفد، ونخشى عذابك الجد ونرجو رحمتك إن عذابك بالكافرين ملحق»(٢).
(اللهم)؛ أي: يا الله (إنا نستعينك)؛ أي: نطلب معونتك على طاعتك (ونستغفرك)؛ أي: نطلب منك المغفرة وهي الستر على الذنوب فلا تؤاخذنا بها (ونؤمن بك)؛ أي: نصدق بما يجب لك (ونتوكل)؛ أي: نعتمد (عليك) في أمورنا. قيل: الصحيح أن قوله: ونتوكل عليك، زيد في الرسالة وليس منها وفي رواية: ونثني عليك الخير بعد قوله ونتوكل عليك. وما يجري على ألسنة العامة من لفظ كله بعد قوله الخير غير مثبت في الرواية مع أن العبد لا يطيق كل الثناء عليه فتركه خير. (ونخنع)؛ أي: نخضع ونذل لك (ونخلع) الأديان كلها لوحدانيتك (ونترك من يكفرك)؛ أي: يجحدك ويفري عليك الكذب (اللهم)؛ أي: يا الله (إياك نعبد)؛ أي: لا نعبد إلا إياك واستفيد الحصر من تقديم المعمول (ولك نصلي ونسجد) ذكر الصلاة بعد دخولها في
(١) المدونة (١/ ١٠٠)، وانظر: الذخيرة (٢/ ٢٣٠ - ٢٣١). (٢) رواه البيهقي موقوفا على عمر (٣١٤٣) بزيادة فيه، وقال: بإسناد صحيح، والطحاوي في معاني الآثار (١/ ٢٤٩)، وقال ابن حازم في الاعتبار (٢٤٣): هذا مرسل، أخرجه أبو داود في المراسيل وهو حسن في المتابعات.