للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووقت المغرب وهي صلاة الشاهد يعني الحاضر، يعني أن المسافر لا يقصرها ويصليها كصلاة الحاضر، فوقتها غروب الشمس، فإذا توارت بالحجاب وجبت الصلاة ولا تؤخر، وليس لها إلا وقت واحد لا تؤخر عنه.

ووقت صلاة العتمة - وهي صلاة العشاء، وهذا الاسم أولى بها - غيبوبة الشفق، والشفق: الحمرة الباقية في المغرب من بقايا شعاع الشمس، فإذا لم يبق في المغرب صفرة ولا حمرة فقد وجب الوقت، ولا ينظر إلى البياض في المغرب، فذلك لها وقت إلى ثلث الليل ممن (١) يريد تأخيرها لشغل أو عذر، والمبادرة بها أولى، ولا بأس أن يؤخرها أهل المساجد قليلا لاجتماع الناس ويكره النوم قبلها والحديث لغير شغل بعدها).

الشرح

(باب في أوقات الصلاة) في بيان متعلق معرفة أوقات الصلاة وهي النسب المتعلقة بالأوقات (و) بيان معرفة (أسمائها) أما معرفة الأوقات فهي فرض عين على كل مكلف أمكنه ذلك. ومن لا يمكنه كالأعمى قلد غيره.

والأوقات جمع وقت وهو الزمن المقدر للعبادة شرعا، وهو إما وقت أداء أو وقت قضاء. ووقت الأداء إما وقت اختيار بمعنى أن المكلف مخير في إيقاع الصلاة في أي جزء من أجزائه، وإما وقت ضرورة؛ والاختياري إما وقت فضيلة، وإما وقت توسعة.

وأما الصلاة في اللغة: فهي الدعاء لاشتمالها عليه. وقيل لأنها ثانية لشهادة التوحيد كالمصلى من السابق في خيل الحلبة، وقيل: هي من الصلوين وهما عرقان مع الردف، وقيل: هما عظمان ينحنيان في الركوع والسجود، وقيل: هي من الرحمة، وقيل: أصلها الإقبال على الشيء، وقيل غير ذلك والله تعالى أعلم (٢).


(١) في نسخة الغرب: (لمن).
(٢) شرح مسلم للنووي (٤/ ٦٤)، دار الفكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>