في المسح عليهما روايتان إحداهما بالمنع والأخرى بالجواز (١).
قلت: أما الحديث فصحيح كما قال ابن رشد (٢).
الحديث الثاني:
عن ثوبان، قال:«بعث رسول الله ﷺ سرية، فأصابهم البرد، فلما قدموا على النبي ﷺ شكوا إليه ما أصابهم من البرد، فأمرهم أن يمسحوا على العصائب والتساخين»(٣). والعصائب: هي العمائم والتساخين: كل ما يسخن به القدم من خف وجورب ونحوهما، ولا واحد لها من لفظها.
الحديث الثالث:
وعن أبي موسى الأشعري عن النبي ﵇:«أنه مسح على الجوربين»(٤).
الحديث الرابع:
عن المغيرة بن شعبة ﵁: «أن رسول الله ﵇ توضأ ومسح على
(١) بداية المجتهد لابن رشد (١/ ٤٦). (٢) إسناده صحيح، رجاله رجال الصحيح. وهو في «صحيح ابن خزيمة» برقم (١٩٨). وأخرجه ابن أبي شيبه (١/ ١٨٨)، وأحمد (٤/ ٢٥٢)، وأبو داود (١٥٩)، والترمذي (٩٩)، وابن ماجه (٥٥٩)، والنسائي في «الكبرى» كما في «التحفة» (٨/ ٤٩٣) من طرق عن وكيع، عن سفيان، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وأخرجه الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (١/ ٩٧)، والطبراني (٢٠/ ٩٩٦)، والبيهقي في «السنن» (١/ ٢٨٣) من طرق عن سفيان، به. وفي الباب: عن ثوبان. (٣) أخرجه أحمد (٥/ ٢٧٧)، ومن طريقه أبو داود (١٤٦) عن يحيى بن سعيد، عن ثور بن يزيد الكلاعي، عن راشد بن سعد، عن ثوبان وإسناده صحيح، رجاله ثقات، وصححه الحاكم (١/ ١٦٩)، ووافقه الذهبي. وإعلاله بالانقطاع بين راشد بن سعد وثوبان مردود، فإنه قد عاصر ثوبان قرابة ثمانية عشر عاما، ولم يصفه أحد بالتدليس، وقد جزم البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٢٩٢) بأنه سمع منه. انظر: «نصب الراية» (١/ ١٦٥). قال الألباني: قلت: إسناده صحيح، وكذا قال النووي، وصححه الحاكم والذهبي والزيلعي. (٤) عند ابن ماجه (٥٦٠)، والطحاوي (١/ ٩٧)، وفي سنده عيسى بن سنان الحنفي الفلسطيني، وهو ضعيف.