للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأشياء ولكن غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والشيء الحسن، وغلب الحلم على ما يراه من الشر والقبيح، ويستعمل كل واحد منهما موضع الآخر (١).

وعلى ذلك تكون الرؤيا والحلم من الألفاظ المترادفة؛ يعني: أن كلا منها يؤدي نفس المعنى للآخر (٢).

قال القاسمي: قال التوربشتي: الحلم عند العرب يستعمل استعمال الرؤيا والتفريق بينها من الاصطلاحات التي سنها الشارع للفصل بين الحق والباطل كأنه كره أن يسمى ما كان من الله وما كان من الشيطان باسم واحد، فجعل الرؤيا عبارة عن الصالح منها لما في الرؤيا من الدلالة على المشاهدة بالبصر أو البصيرة، وجعل الحلم عبارة عما كان من الشيطان، لأن أصل الكلمة لم يستعمل إلا فيما يخيل للحالم في منامه من قضاء الشهوة مما لا حقيقة له. انتهى (٣)

قال المصنف رحمه الله تعالى: (قال رسول الله : الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح) (٤)؛ أي: وكذا المرأة الصالحة والمراد غالب رؤياهم، وإلا فالصالح قد يرى الأضغاث ولكنه نادر (جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) وما ساقه المصنف جزء من حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله : «الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة»؛ وفي رواية: «الرؤيا الصالحة يراها المسلم، أو ترى له، جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة»؛ وفي رواية: «رؤيا الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة» (٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>