للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه حديث مرفوع، وصرح به الأقفهسي. وروي أنه من كلام ابن عمر .

(ومن دعائه عند إرادة (النوم) أنه كان (يضع يده اليمنى تحت خده الأيمن) بعد أن يضطجع على شقه الأيمن (و) يده اليسرى على فخذه الأيسر ثم يقول: اللهم باسمك وضعت جنبي وباسمك أرفعه، اللهم إن أمسكت؛ أي: قبضت (نفسي) قبض وفاة (فاغفر لها)؛ أي: فاستر ذنوبها (وإن أرسلتها)؛ أي: رددتها إلى جسدها فاحفظها بما تحفظ به الصالحين من عبادك؛ أي: لتوفيق ودفع مكاره دنيوية (اللهم إني أسلمت نفسي إليك إذ لا قدرة لي على تدبيرها بالنظر في عواقب الأمور، (وألجأت)؛ أي: أسندت ظهري إليك) وهو كناية عن شدة التوجه والاعتماد عليه (وفوضت)؛ أي: وكلت تكرار لأنه إذا أسلمها فوضها وإذا فوضها أسلمها وهو مطلوب في الدعاء (أمري إليك) فافعل بي ما تريد (ووجهت وجهي إليك)؛ أي: وجهت نفسي إليك فهو بمعنى أسندت ظهري إليك (رهبة منك)؛ أي: خوفا منك؛ أي: راهبا وخائفا منك (ورغبة إليك)؛ أي: طمعا في رحمتك؛ أي: طامعا في رحمتك؛ (لا منجى)؛ أي: لا مهرب (ولا ملجأ منك)؛ أي: لا مرجع منك فالمهرب والمرجع كل منهما مصدر ميمي والتقدير: لا هروب ولا رجوع منك (إلا إليك أستغفرك)؛ أي: أطلب منك مغفرتك (وأتوب)؛ أي: أرجع (إليك) من أفعال مذمومة إلى أفعال محمودة (آمنت)؛ أي: صدقت (بكتابك)؛ أي: القرآن الذي أنزلته على سيدنا محمد (و) آمنت (برسولك) والذي في «صحيح مسلم» نبيك (١) الذي أرسلت فاغفر لي ما قدمت من الذنوب (وما أخرت) من التوبة لأن تأخيرها معصية كبيرة (وما أسررت)؛ أي: الذي عملته سرا (وما أعلنت)؛ أي: الذي عملته جهرا (أنت إلهي لا إله إلا أنت؛ أي: أنت المعبود بحق (رب قني عذابك)؛ أي: يا رب نجني منه يوم تبعث عبادك). قال الغماري: في هذه مسائل:

(الأولى) أن هذا لم يرد في حديث واحد بل هو مجموع من أحاديث.


(١) مسلم (٨/ ٧٧) (٦٩٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>