وكذلك جماعة إذا أبقوا واحدا منهم لا يتناجون دونه لأن مع التحزين له واقع (وقد قيل: لا ينبغي ذلك)؛ أي: تناجي اثنين مثلا دون واحد أو جماعة دونه إلا بإذنه فإن الحق له، فإذا أسقطه سقط. (وذكر الهجرة قد تقدم في باب قبل هذا)؛ أي: الهجران وقوله: قد تقدم؛ أي: فلا حاجة لإعادته. (قال معاذ بن جبل) الذي قال في حقه ﵊: أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل (١): (ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله) لحديث أبي الدرداء ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى. قال: ذكر الله تعالى (٢). قال معاذ بن جبل ﵁:«ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله»(٣)(و) ما (قال عمر) بن الخطاب ﵁: (أفضل من ذكر الله باللسان ذكر الله عند أمره ونهيه) لا ينافي أن أكمل الذكر الجمع بينهما، وذكر القلب نوعان: أجلهما الفكر في عظمة الله تعالى وجلاله وجبروته وآياته في سمائه وأرضه. ويليه ذكره بالقلب عند الأمر والنهي، فيمتثل ما أمر به وينتهي عما نهي عنه، ولذلك قال ابن القيم: ويدخل في ذكر الله تعالى ذكر أسمائه وصفاته والثناء عليه بهما، وتنزيهه عما لا يليق به، والخبر عن أحكام ذلك وذكر أمره ونهيه ويكون الذكر بالقلب واللسان وهو الأكمل، ثم القلب وحده ثم اللسان وحده، وأفضل أنواع الذكر القرآن، ثم الذكر والثناء على الله ثم أنواع الأدعية». وقد روت
(١) في حديث رواه أحمد في المسند، وابن ماجه في السنن وغيرهما من حديث أنس ﵁. قال الحافظ في الفتح (٧/ ٩٣): وإسناده صحيح، إلا أن الحفاظ قالوا: إن الصواب في أوله الإرسال والموصول منه ما اقتصر عليه البخاري، والله أعلم. وسيرته العطرة في كتاب سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي (١/ ٣٩٢). (٢) الترمذي (٣٣٧٧)، وابن ماجه (٣٧٩٠)، وقال الحاكم (١٨٢٥) هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. (٣) الترمذي (٣٣٧٧)، وابن ماجه (٣٧٩٠).