وفي «سنن ابن ماجة» عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «ما يجد الشهيد من القتل إلا كما يجد أحدكم القرصة يقرصها»(١).
وعن راشد بن سعد، عن رجل من أصحاب النبي ﷺ أن رجلا قال: يا رسول الله، ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهم إلا الشهيد؟ قال:«كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة»(٢).
وعن ابن عباس، ﵄، قال: قال رسول الله ﷺ: «الشهداء على بارق - نهر بباب الجنة - في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة غدوة وعشية»(٣).
قال ابن كثير: وكأن الشهداء أقسام: منهم من تسرح أرواحهم في الجنة، ومنهم من يكون على هذا النهر بباب الجنة، وقد يحتمل أن يكون منتهى سيرهم إلى هذا النهر، فيجتمعون هنالك، ويغدى عليهم برزقهم هناك ويراح، والله أعلم.
فائدة عظيمة عزيزة: قال ابن كثير: «» روينا في «مسند الإمام» أحمد حديثا فيه البشارة لكل مؤمن بأن روحه تكون في الجنة تسرح أيضا فيها، وتأكل من ثمارها، وترى ما فيها من النضرة والسرور، وتشاهد ما أعده الله لها من الكرامة، وهو بإسناد صحيح عزيز عظيم، اجتمع فيه ثلاثة من الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبعة؛ فإن الإمام أحمد، ﵀، رواه عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي، ﵀، عن الإمام مالك بن أنس الأصبحي، ﵀، عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله
(١) ابن ماجه (٢٨٠٢). (ما يجد الشهيد)؛ أي: يهون الله تعالى الأمر عليه - والله أعلم .. (٢) أخرجه النسائي (٤/ ٩٩)، وفي الكبرى (٢١٩١)، وصححه الألباني. (٣) قال ابن كثير: تفرد به أحمد، وقد رواه ابن جرير عن أبي كريب: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، وعبدة عن محمد بن إسحاق به. وهو إسناد جيد. أخرجه أحمد (١/ ٢٦٦) (٢٣٩٠)، وعبد بن حميد (٧٢١).