للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرح

الساعة هي فناء العوالم كلها وانتهاء هذه الحياة الدنيوية، قال الخازن في تفسيره: وسميت القيامة ساعة: لأنها تفجأ الناس بغتة في ساعة لا يعلمها أحد إلا الله .

وقيل: سميت ساعة لسرعة الحساب فيها لأن حساب الخلائق يوم القيامة يكون في ساعة أو أقل من ذلك (١). والساعة هي اليوم الآخر من أيام الدنيا لاختلال نظام أيام الدنيا بأكبر الأشراط وأظهرها وهو شروق الشمس من المغرب.

قال تعالى: ﴿إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير﴾ [لقمان: ٣٤]، وقال سبحانه: ﴿يستلونك عن الساعة أيان مرسئها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يستلونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾ [الأعراف: ١٨٧]، وقال جل من قائل: ﴿ولله غيب السموات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير﴾ [النحل: ٧٧].

والآيات كثيرة في شأن قيام الساعة والرد على المكذبين، ومما جاء عن النبي كما في حديث جبريل أنه قال: قال يا رسول الله متى الساعة؟ قال: «ما المسئول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثك عن أشراطها، إذا ولدت الأمة ربها فذاك من أشراطها، وإذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناس فذاك من أشراطها، وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان فذاك من أشراطها، في خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا: ﴿إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث


(١) لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيحي (٢/ ١٢٨)، دار النشر: دار الفكر، بيروت - لبنان، ١٣٩٩ هـ/ ١٩٧٩ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>