للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهل أُدرجت من الأعمش أو … ؟

الخلاصة: انتهى شيخنا معي بتاريخ (٢) رمضان (١٤٤٥ هـ) موافق (١٣/ ٣/ ٢٠٢٤ م) إلى صحتها وأنها متفق عليها، ويَلزم التوجيه وأنها منسوخة تلاوة كما قال القرطبي .

قال ابن حجر في «فتح الباري» (٨/ ٥٠٢): قوله: عن ابن عباس قال: لما نزلت ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ هذا من مراسيل الصحابة، وبذلك جَزَم الإسماعيلي لأن أبا هريرة إنما أسلم بالمدينة، وهذه القصة وقعت بمكة، وابن عباس كان حينئذٍ إما لم يولد وإما طفلًا، ويؤيد الثاني نداء فاطمة فإنه يُشعِر بأنها كانت حينئذٍ بحيث تُخاطَب بالأحكام.

وقد قَدَّمْتُ في (باب: مَنْ انتسب إلى آبائه) في أوائل السيرة النبوية، احتمالَ أن تكون هذه القصة وقعت مرتين، لكن الأصل عدم تَكرار النزول، وقد صرح في هذه الرواية بأن ذلك وقع حين نزلت.

نعم، وقع عند الطبراني من حديث أبي أُمامة قال: لما نزلت: ﴿وأنذر عشيرتك﴾ جَمَع رسول الله بني هاشم ونساءه وأهله، فقال: «يا بَني هاشم، اشترُوا أنفسكم من النار واسعَوا في فكاك رقابكم، يا عائشة بنت أبي بكر، يا حفصة بنت عمر، يا أُم سلمة … » فذَكَر حديثًا طويلًا (١).

فهذا إن ثَبَت دل على تعدد القصة؛ لأن القصة الأولى وقعت بمكة لتصريحه في حديث الباب بأنه صَعِد الصفا، ولم تكن عائشة وحفصة وأُم سلمة عنده ومن أزواجه إلا بالمدينة، فيجوز أن تكون متأخرة عن الأولى، فيمكن أن يَحضرها أبو هريرة وابن عباس أيضًا.


(١) في سنده علي بن يزيد الأَلهاني، قال فيه أبو الفتح الأزدي، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو بكر البرقاني: متروك. وقال الساجي: اتَّفق أهل العلم على ضعفه. كما في ترجمته من «التهذيبين».

<<  <  ج: ص:  >  >>