للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل ثبتت جملة (وإِنْ ضَرَب ظَهْرك وأَخَذ مالك)؟

ورد في ذلك خبران وأثر:

• أما الخبر الأول، فقد أخرجه البخاري (١) رقم (٧٠٨٤): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا الوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الحَضْرَمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا إِدْرِيسَ الخَوْلَانِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ اليَمَانِ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ» قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: «قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ … ».

والإمام مسلمٌ رَوَى هذا الخبر من طريق أبي سَلَّام ممطور عن حُذيفة، وغاير في لفظه في موطنين:

١ - «يكون بعدي أئمة» بدل «قوم».

٢ - وزاد: «تَسمع وتطيع للأمير وإِنْ ضَرَب ظهرك وأَخَذ مالك» (م/ ١٨٤٧).

ونَصَّ الدارقطني في «التتبع» رقم (٥٣) على أن أبا سلام لم يَسمع من حذيفة.

ثم عَرَضه الباحث محمد بن لملوم، بتاريخ (٢٩) مُحرَّم (١٤٤٦ هـ) موافق (٤/ ٨/ ٢٠٢٤ م) فأضاف زيادة: (أَيَكُونُ بَعْدَهُ شَرٌّ كَمَا كَانَ قَبْلَهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: فَمَا الْعِصْمَةُ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: «السَّيْفُ» … ) فيما أخرجه أبو داود في «سُننه» رقم


(١) وانظر ما سبق في «سلسلة الفوائد الحديثية والفقهية» (٩/ ٣٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>