للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قبل المبعث]

أي الجملتين الصواب: «فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ سُفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ» أو: «فَقُدِّمَتْ إِلَى النَّبِيِّ سُفْرَةٌ»؟

الأرجح الجملة الأولى وعليها الأكثر.

فقد أخرج الإمام البخاري في «صحيحه» رقم (٥٤٩٩): حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ- يَعْنِي ابْنَ المُخْتَارِ- أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ يُحَدِّثُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَنَّهُ لَقِيَ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ بِأَسْفَلِ بَلْدَحٍ (١)، وَذَاكَ قَبْلَ أَنْ يُنْزَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ الوَحْيُ، فَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ سُفْرَةً فِيهَا لَحْمٌ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: «إِنِّي لَا آكُلُ مِمَّا تَذْبَحُونَ عَلَى أَنْصَابِكُمْ، وَلَا آكُلُ إِلَّا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ».

وتابع عبدَ العزيز بن المختار وُهيب بن خالد، أخرجه أحمد في «مسنده» (٦١١٠)، والنَّسائي (٨١٣٣).

وتابعهما زهير بن معاوية، أخرجه أحمد (٥٦٣١)، وابن حِبان (٥٢٤٢).

وخالفهم فُضيل بن سليمان واختُلف عليه، فرواه كرواية الجماعة عن موسى بن


(١) قوله (بَلْدَحُ) هُوَ: وَادِي مَكَّةَ الثَّانِي، يُسَمَّى أَعْلَاهُ عِنْدَ حِرَاءٍ وَادِي الْعَشْرِ، وَكَانَ عَلَى عَهْدِ الْأَزْرَقِيّ يُسَمَّى «مَكَّةَ السِّدْرِ» فَإِذَا تَوَسَّطَ بَيْنَ مَكَّةَ وَعُمْرَةِ التَّنْعِيمِ سُمِّيَ فَخًّا وَيُسَمَّى الْيَوْمَ الزَّاهِرَ، وَمِنْهُ الشُّهَدَاءُ، فَإِذَا تَجَاوَزَ جَبَلَ مُلِحَّات سُمِّيَ «بَلْدَحَ» وَيُسَمَّى الْيَوْمَ وَادِي أُمِّ الدُّودِ، وَغُيِّرَ اسْمُ أُمِّ الدُّودِ إلَى أُمِّ الْجُودِ، وَإِذَا تَجَاوَزَ أُمَّ الدُّودِ وَأَقْبَلَ عَلَى الْحُدَيْبِيَةِ، سُمِّيَ وَادِيَ الْمَقْتَلَةِ، ثُمَّ يَصُبُّ فِي مَرِّ الظَّهْرَانِ عَلَى مَرْأًى مِنْ الْحُدَيْبِيَةِ شَمَالًا. انظر: «معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية» (ص: ٤٩) لعاتق الحربي (ت/ ١٤٣١ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>