للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورواية الجماعة بالرفع أصوب.

ومداره على أبي غالب حزوّر، وهو يُحسَّن حديثه ما لم يُستنكَر عليه، فقد اختَلف العلماء فيه، فوثقه موسى بن هارون، ووثقه الدارقطني في رواية، وفي أخرى: يُعتبَر به. وقال ابن مَعين: صالح. وقال ابن عَدي: قد رَوَى عن أبي غالب حديث الخوارج بطوله، وهو معروف به، ورَوَى عنه جماعة من الأئمة وغير الأئمة، ولم أَرَ في أحاديثه حديثًا منكرًا جدًّا، وأرجو أنه لا بأس به. وحَسَّن له الترمذي، وتارة قال: حسن صحيح. وضَعَّفه ابن سعد والنَّسائي، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات.

• الحديث السابع: أخرج الترمذي في «سننه» رقم (٢٦٤١): حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الحَفَرِيُّ (١)، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ الأَفْرِيقِيِّ (٢)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «لَيَأْتِيَنَّ عَلَى أُمَّتِي مَا أَتَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ، حَتَّى إِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمَّهُ عَلَانِيَةً لَكَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ، وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا مِلَّةً وَاحِدَةً» قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي».

تابع سفيانَ إسماعيلُ بن عياش، أخرجه ابن وضاح في «البدع» (٢٥٠) والآجُري


(١) تابع أبا داود الحَفَري ثابتُ بن محمد، أخرجه الحاكم (٤٤٤).
وتابعهما قَبيصة، أخرجه اللالكائي في «أصول اعتقاد أهل السُّنة» (١٤٧) ومحمد بن كثير، أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (٦٢)، وتابعهم محمد بن يوسف، أخرجه الآجُري في «الشريعة» (٢٤).
(٢) بفتح الألف وسكون الفاء وكسر الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وكسر القاف.
هذه النسبة إلى إفريقية وهي بلدة كبيرة معروفة من بلاد المغرب. كما في «الأنساب» (١/ ١٩٦) للسمعاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>