للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• ثالثًا: صور الزخرفة في أقوال الفقهاء:

١ - الطلاء بالجير أو الجص.

قال السرخسي في «الكسب» (ص: ١١٨): قال مشايخنا : للمتولي أن يجصص الحائط بمال المسجد وليس له أن ينقش الجص بمال المسجد، ولو فعله كان ضامنًا لأن في التجصيص إحكام البناء وفي النقش بعد التجصيص توهين البناء لا إحكامه، فيَضمن المتولِي ما ينفق على ذلك من مال المسجد.

وقال النووي في «روضة الطالبين» (٥/ ٣٦٠): التجصيص الذي فيه إحكام معدود من العمارة.

وقال الحطاب المالكي في «مواهب الجليل في شرح مختصر خليل» (١/ ٥٥١): وتحسين بناء المساجد وتحصينها مما يستحب، وإنما الذي يكره تزويقها بالذهب وشبهه والكتابة في قبلتها.

وقال البهوتي في «كشاف القناع عن متن الإقناع» (٢/ ٣٦٦): (وَفِي الْغُنْيَةِ: لَا بَأْسَ بِتَجْصِيصِهِ. انْتَهَى، أَيْ: يُبَاحُ تَجْصِيصُ حِيطَانِهِ، أَيْ: تَبْيِيضُهَا، وَصَحَّحَهُ الْقَاضِي سَعْدُ الدِّينِ الْحَارِثِيُّ وَلَمْ يَرَهُ) الْإِمَامُ (أَحْمَدُ وَقَالَ: هُوَ مِنْ زِينَةِ الدُّنْيَا) قَالَ فِي الشَّرْحِ: وَيُكْرَهُ تَجْصِيصُ الْمَسَاجِدِ وَزَخْرَفَتُهَا.

• وخلاصة هذه الأقوال: أن الطلاء بالجص مقوٍّ للبناء، والجمهور على القول به.

٢ - زخرفة الجدار والقبلة والسجاجيد محمولة على الكراهة عند الجمهور

- بعض الأحناف والمالكية والشافعية والحنابلة (١) - لأنها تشغل قلب المصلي.


(١) قال ابن عابدين في «حاشيته» (١/ ٦٥٨): وكَرِه بعض مشايخنا النقش على المحراب وحائط القبلة؛ لأنه يشغل قلب المصلي.
وقال ابن القاسم في «المدونة» (١/ ١٩٧): لأنه يشغل الناس في صلاتهم ينظرون إليه فيلهيهم.
وقال النووي في «المجموع» (٢/ ١٨٠): ويُكرَه زخرفة المسجد ونقشه وتزيينه للأحاديث المشهورة، ولئلا تشغل قلب المصلي.
وقال البهوتي في «كشاف القناع» (٥/ ٤٠٣): ويُكرَه أن يُزخرَف المسجد بنقش وصبغ وكتابة، وغير ذلك مما يلهي المصلي عن صلاته غالبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>