للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل ثبتت فقرة: «ويَعرِف لعالمنا حقه»؟

•قال ابن وهب في «مسنده» رقم (١٢٩) (١): أخبرني مالك بن الخير الزيادي (٢) عن أبي قَبِيل، عُن عبادة بن الصامت، أن رسول الله قال: «ليس منا مَنْ لم يُبجِّل كبيرنا، ولم يَرحم صغيرنا ويَعرف لعالمنا».


(١) وعن ابن وهب جماعة:
١ - هارون بن معروف، أخرجه أحمد (٢٢٧٥٥).
٢ - يونس بن عبد الأعلى، أخرجه الطبري في «تهذيب الآثار» (٧٨٧).
٣ - محمد بن عبد الله بن الحَكَم، أخرجه الطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (١٣٢٨) عطفًا على يونس بن عبد الأعلى.
٤ - أحمد بن عيسى، أخرجه الآجُري في «أخلاق أهل القرآن» (٦٢).
٥ - محمد بن عبد الله بن الحَكَم، أخرجه الحاكم في «مستدركه» (٤٢١).
٦ - خالد بن خِدَاش، أخرجه ابن أبي الدنيا في «النفقة على العيال» (١٨٢) ولفظه: «لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَلَا يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ بِعُلَمَائِنَا» قَالَ أَحْمَدُ: يَعْنِي يَعْرِفُ حَقَّهُمْ.
(٢) وثقه الحاكم.
وذَكَره ابن حِبان في «الثقات».
وقال فيه ابن بشكوال: شيخ لا بأس به.
وقال ابن القطان: هو ممن لم تَثبُت عدالته. يريد أنه ما نَصَّ أحد على أنه ثقة.
وقال الذهبي في «ميزان الاعتدال» (٣/ ٤٢٦): محله الصدق. ثم قال معقبًا: وفي رواة «الصحيحين» عدد كثير ما عَلِمنا أن أحدًا نَصَّ على توثيقهم. والجمهور على أن مَنْ كان من المشايخ قد روى عنه جماعة، ولم يأتِ بما يُنكَر عليه، أن حديثه صحيح.
وتَعقَّبه ابن حجر في «لسان الميزان» (٦/ ٤٣٩) فقال: وهذا الذي نسبه للجمهور لم يُصرِّح به أحد من أئمة النقد إلا ابن حبان، نعم، هو حق في حق مَنْ كان مشهورًا بطلب الحديث والانتساب إليه، كما هو مقرر في علوم الحديث. وهذا الرجل قد ذَكَره ابن حِبان في «تاريخ الثقات»، فهو ثقة عنده، وكذا نَصَّ الحاكم في «مستدركه» على أنه ثقة.
ثم إن قول الشيخ: «إن في رواة الصحيح عددًا كبيرًا … » إلى آخره، مما يُنازَع فيه، بل ليس كذلك، بل هذا شيء نادر؛ لأن غالبهم معروفون بالثقة إلا مَنْ خَرَّجا له في الاستشهاد، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>