للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة الحج]

هل ثَبَتت قصة الغرانيق (١)؟

لم أقف على إسناد ثابت مرفوع لهذه القصة، بل ورد عدد من المراسيل، وإليك بيانَها (٢):

١ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَرَأَ (النَّجْمَ)، فَلَمَّا بَلَغَ: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ١٩ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ٢٠﴾ أَلْقَى الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِهِ: (تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الْعُلَى وَشَفَاعَتُهُمْ تُرْتَجَى) فَلَمَّا بَلَغَ آخِرَهَا سَجَدَ، وَسَجَدَ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ﴾ يَوْمَ بَدْرٍ (٣).


(١) أي: الأصنام، وشُبهت بالطيور التي تعلو وترتفع في السماء، على حسَب زعمهم.
(٢) إليك: اسم فعل أمر، بمعنى: خذ. والفاعل ضمير مستتر وجوبًا، تقديره: أنت. وبيانها: مفعول به ومضاف إليه.
وإليك: اسم فعل منقول من الجار والمجرور، كقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾ [المائدة: ١٠٥] أي: الزموها.
(٣) مرسل صحيح: رواه شعبة واختُلف عنه:
فرواه أُمية بن خالد عنه عن أبي بِشْر عن سعيد بن جُبير لا أعلمه إلا عن ابن عباس، به. أخرجه البزار (٥٠٩٦)، والطبراني في «المعجم الكبير» (١٢٤٥٠)، والمقدسي في «المختارة» (٣٤٤٦).
وخالفه محمد بن جعفر فأرسله، أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (٢٣١٨٨)، والطبري في «تفسيره» (٢٣١٧٥).
وتابعه عبد الصمد، أخرجه الطبري (٢٣١٧٥). =

<<  <  ج: ص:  >  >>