للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هدايا الأعراب]

قال الإمام أحمد في «مسنده» رقم (٢٥٠١٠): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ غَيْلَانَ، حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَرْمَلَةَ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نِيارٍ الْأَسْلَمِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: أَهْدَتْ أُمُّ سُنْبُلَةَ لِرَسُولِ اللَّهِ لَبَنًا، فَلَمْ تَجِدْهُ فَقَالَتْ لَهَا: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَدْ نَهَى أَنْ نَأْكَلَ طَعَامَ الْأَعْرَابِ. فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ وَأَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا مَعَكِ يَا أُمَّ سُنْبُلَةَ؟» قَالَتْ: لَبَنًا أَهْدَيْتُ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «اسْكُبِي أُمَّ سُنْبُلَةَ» فَسَكَبَتْ فَقَالَ: «نَاوِلِي أَبَا بَكْرٍ» فَفَعَلَتْ، فَقَالَ: «اسْكُبِي أُمَّ سُنْبُلَةَ فَنَاوِلِي عَائِشَةَ» فَنَاوَلَتْهَا، فَشَرِبَتْ، ثُمَّ قَالَ: «اسْكُبِي أُمَّ سُنْبُلَةَ» فَسَكَبَتْ، فَنَاوَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ فَشَرِبَ، قَالَتْ عَائِشَةُ، وَرَسُولُ اللَّهِ يَشْرَبُ مِنْ لَبَنِ أَسْلَمَ: وَأَبْرَدِهَا عَلَى الْكَبِدِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ كُنْتُ حُدِّثْتُ أَنَّكَ قَدْ نَهَيْتَ عَنْ طَعَامِ الْأَعْرَابِ؟ فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِالْأَعْرَابِ، هُمْ أَهْلُ بَادِيَتِنَا، وَنَحْنُ أَهْلُ حَاضِرَتِهِمْ، وَإِذَا دُعُوا أَجَابُوا، فَلَيْسُوا بِالْأَعْرَابِ».

وتابع يحيى بنَ أيوب جماعةٌ: سليمان بن بلال كما عند القاسم بن سَلَّام في «الأموال» (٥٣٩)، وعبد العزيز بن أبي حازم كما عند الحاكم في «مستدركه» (٧١٦٨)، وعبد الله بن جعفر كما في «كشف الأستار» (١٩٤٠)، وأبو أويس كما في «الضعفاء» (١٩٤٥) للعُقيلي، وحاتم بن إسماعيل ومحمد بن فُليح كما عند أبي نُعيم في «معرفة الصحابة» (٧٩٤٥).

وتابع عبدَ الله بن نِيَار (١) صالح بن كَيسان، أخرجه ابن زنجويه في «الأموال»


(١) وثقه النَّسائي، وأَخرج له مسلم، وهو مُقِل كما قال ابن سعد، وسماعه من عروة ثابت، قاله أبو حاتم كما في «الجَرح والتعديل» (٥/ ١٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>