للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل خرج النبي من المسجد ليَقلِب أُم المؤمنين

صفية إلى بيتها؟ أم كان البيت شارعًا في المسجد،

فخرج معها إلى باب المسجد؟

الصواب في الروايات الصحيحة الموصولة أنه ما خرج من المسجد في هذه الواقعة. هذا الإجمال وإليك البيان:

قال الإمام البخاري (١) في «صحيحه» رقم (٢٠٣٥): حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ ، أَنَّ صَفِيَّةَ - زَوْجَ النَّبِيِّ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي المَسْجِدِ، فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقَامَ النَّبِيُّ مَعَهَا يَقْلِبُهَا، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ المَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَة، مَرَّ رَجُلَانِ مِنَ الأَنْصَارِ، فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ : «عَلَى رِسْلِكُمَا، إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ» فَقَالَا: سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ النَّبِيُّ : «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنَ الإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا».


(١) تابع البخاريَّ جماعة على لفظ: «حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ المَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ» وهم: محمد بن يحيى، وفهد بن سليمان، وعبد الكريم بن الهيثم، وعلي بن محمد بن عيسى، وعبد الله بن عمرو بن عبد الله.
وتابعهم الدارمي في «سُننه» (١٨٢١) مختصرًا، وعنه الإمام مسلم (٢١٧٥) لكن قال: «وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد».

<<  <  ج: ص:  >  >>