للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كفارة المُجامِع على التخيير أو الترتيب؟

قال الإمام مسلم في «صحيحه» رقم (١١١١): حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ أَمَرَ رَجُلًا أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ، أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَةً، أَوْ يَصُومَ شَهْرَيْنِ، أَوْ يُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا».

وتابع ابنَ جريج على التخيير الإمامُ مالك ويحيى بن سعيد، أخرجه النَّسائي في «سُننه الكبرى» (٣١٠١).

• وخالفهم بضعة عشر راويًا (١) فجعلوا الكفارة على الترتيب، هكذا:

أخرجه البخاري رقم (٦٧٠٩): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُهُ مِنْ فِيهِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ فَقَالَ: هَلَكْتُ! قَالَ: «وَمَا شَأْنُكَ؟» قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ! قَالَ: «تَسْتَطِيعُ تُعْتِقُ رَقَبَةً» (٢) قَالَ: لَا. قَالَ: «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟» قَالَ: لَا. قَالَ: «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟» قَالَ: لَا. قَالَ: «اجْلِسْ» فَجَلَسَ، فَأُتِيَ النَّبِيُّ بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ - وَالعَرَقُ: المِكْتَلُ الضَّخْمُ - قَالَ: «خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ» قَالَ: أَعَلَى أَفْقَرَ مِنَّا؟! فَضَحِكَ النَّبِيُّ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ،


(١) سفيان، ومنصور، والليث بن سعد، ومَعمر، وشُعيب بن أبي حمزة، وإبراهيم بن سعد، والأوزاعي، ويونس بن يزيد، وعِراك بن مالك، وعبد الرحمن بن خالد، والنعمان بن راشد، وإبراهيم بن عامر، وأويس المدني.
(٢) وفي رواية للبخاري (٦٧١١) «هَلْ تَجِدُ مَا تُعْتِقُ رَقَبَةً».

<<  <  ج: ص:  >  >>