للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ تَبَيَّنَ لِي النُّقْصَانُ، فَكَمَنْتُ لَهَا فَأَخَذْتُهَا، فَقُلْتُ: لَا أُفَارِقُكِ أَوْ أَذْهَبَ بِكِ إِلَى النَّبِيِّ ! فَقَالَتْ: ذَرْنِي حَتَّى أُعَلِّمَكَ شَيْئًا إِذَا قُلْتَهُ لَمْ يَقْرَبْ مَتَاعَكَ أَحَدٌ مِنَّا، إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأَ عَلَى نَفْسِكَ وَمَالِكَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ. فَخَلَّيْتُهَا، فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ ، فَقَالَ: «صَدَقْتَ وَهِيَ كَذُوبٌ، صَدَقَتْ وَهِيَ كَذُوبٌ».

ورواية عبد المؤمن أرجح؛ لثبوت السند إليه، وقال فيه أبو حاتم: لا بأس به. وقال فيه ابن حبان: كان متقنًا ثبتًا.

وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَعَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَالِدٍ الْحَنَفِيُّ مَرْوَزِيٌّ ثِقَةٌ، يُجْمَعُ حَدِيثُهُ، وَرَوَى عَنْهُ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ هَذَا الْحَدِيثَ بِعَيْنِهِ.

وقال البيهقي: كَذَا قَالَ: (عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ)، وَهَذَا غَيْرُ قِصَّةِ مُعَاذٍ، فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَا مَحْفُوظَيْنِ.

• الخبر الرابع: حديث أُبي بن كعب ، رواه يحيى بن أبي كثير واختُلف عليه، فرواه الأوزاعي واختُلف عليه، فرواه جماعة عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، حدثني ابن لأُبي بن كعب عن أبيه، به.

وخالفهم مُبشِّر (١) بن إسماعيل، فرواه عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، عن عبدة بن لُبابة عن ابن لأُبي بن كعب عن أبيه، به.

ورواية الجماعة أرجح.

وخالف الأوزاعيَّ حربُ بن شداد وأبان العطار وشيبان، فرووه عن يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق، عن محمد بن عمرو بن أُبي بن كعب عن أبيه به. وهذا السند حسن وأرجح من الأوزاعي (٢) وسبق في «سلسلة الفوائد» (١/ ٣٢٧) قول الإمام أحمد: الأوزاعي كثيرًا ما يخطئ في يحيى بن أبي كَثير.


(١) بكسر الشين المثقلة «تقريب التهذيب» رقم (٦٤٦٥).
(٢) انظر البخاري في «التاريخ الكبير» (١/ ٢٧) وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>