للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيفية تَلقِّي الصحابة القرآن

قال الفريابي في «فضائل القرآن» رقم (١٦٩): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ: إِنَّمَا أَخَذْنَا الْقُرْآنَ عَنْ قَوْمٍ أَخْبَرُونَا أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا تَعَلَّمُوا عَشْرَ آيَاتٍ، لَمْ يُجَاوِزُوهُنَّ إِلَى الْعَشْرِ الْأُخِرِ حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِيهِنَّ مِنَ الْعَمَلِ. قَالَ: فَتَعَلَّمْنَا الْعِلْمَ وَالْعَمَلَ جَمِيعًا، وَأَنَّهُ سَيَرِثُ الْقُرْآنَ بَعْدَنَا قَوْمٌ يَشْرَبُونَهُ شُرْبَ الْمَاءِ، لَا يُجَاوِزُ هَذَا. وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى حَنَكِهِ.

تابع حمادَ بن زيد سفيانُ الثوري لكن قال: (أخبرنا أصحابنا الذين كانوا يُعلموننا) بدل (عن قوم) أخرجه الطحاوي في «شرح مُشكِل الآثار» (١٤٥١) بإسناد ثابت (١).

وتابعهم محمد بن فُضيل (٢) لكن رَوَى عن عطاء بعد الاختلاط، فقال: (حَدَّثَنا مَنْ كان يُقرِئنا من أصحاب النبي أخرجه أحمد في «مسنده» (٢٢٨٨٧).

وخالفهم مَعمر فرواه بلفظ: «كنا إذا تَعلَّمْنا العَشْر من القرآن، لم نتعلم العَشْر التي بعدها حتى نَعلم حلالها وحرامها وأَمْرها ونهيها» أخرجه عبد الرزاق في


(١) فشيخ الطحاوي سليمان بن شُعيب الْكَيْسَانِيُّ وثقه السمعاني، وقال الذهبي: كان موثقًا. وشيخه الراوي عن سفيان خالد بن عبد الرحمن الخُراساني، قال فيه أبو حاتم وأبو زُرعة: لا بأس به. وقال العُقيلي: في حفظه شيء.
(٢) وتابعه جرير بن عبد الحميد، كما عند الطبري في «تفسيره» (٨٢) وقال: (حدثنا الذين كانوا يُقرِئوننا أنهم كانوا يَستقرئون من النبي .

<<  <  ج: ص:  >  >>