للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«مصنفه» (٦٠٢٧).

ورواية الجماعة أرجح؛ لأن منهم حمادًا وسفيان، وهما ممن رَوَى عن عطاء قبل الاختلاط، ومَعمر مُتكلَّم في روايته عن العراقيين، وعطاء كوفي.

وتابعهم يحيى بن كثير أبو النضر- وهو ضعيف- لكن عَيَّن مشايخ أبي عبد الرحمن السُّلمي بعثمان وابن مسعود وأُبَي.

ورَجَّح الدارقطني في «علله» (٢٨٤) رواية الجماعة دون تسمية.

ورواه شريك النَّخَعي -وفيه ضعف- فجَعَله عن ابن مسعود : «كنا نتعلم من رسول الله عشر آيات … » أخرجه الحاكم في «مستدركه» (٢٠٥٤)، والطحاوي في «شرح مُشكِل الآثار» (١٤٥٠).

وللخبر طريق آخَر، أخرجه الطبري في «تفسيره» رقم (٨١): حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المروزي، قال: سمعتُ أبي يقول: حدثنا الحسين بن واقد قال: حدثنا الأعمش، عن شَقيق، عن ابن مسعود، قال: كان الرجل منا إذا تَعلَّم عَشْر آيات، لم يجاوزهن حتى يَعرِف معانيهن والعمل بهن.

والخلاصة: أن سند عطاء من رواية الثوري وحماد بن زيد حسن لحال عطاء بن السائب. وسند الطبري ظاهره الصحة، ولم يقف الباحث على أحد استنكره على الحسين بن واقد إلا عموم كلام أحمد في الحسين بن واقد.

وانتهى شيخنا مع الباحث علي القناوي، بتاريخ (١٠) شعبان (١٤٤٥ هـ) موافق (٢٠/ ٢/ ٢٠٢٤ م) إلى أن الحسين بن واقد إذا أتى بما يُستنكَر لم يُقبَل.

ويَرى الباحث أن هذا لم يُستنكَر على الحسين بن واقد، وأن روايته مُوافِقة لرواية عطاء بن السائب، إلا أنه سَمَّى الصحابي بابن مسعود .

وأشار شيخنا إلى أن هذا فَهْم أبي عبد الرحمن السُّلمي، وهو لم يَلْقَ جميع الصحابة ، ورَبَط بين هذا وبين قول عبد الله بن شقيق: كان أصحاب محمد لا يرون شيئًا من الأعمال تَرْكه كفرٌ إلا الصلاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>