كتاب سلسلة الفوائد الحديثية والفقهية

لواء الحمد - الحديث الثاني - ج: 13 - ص: 66

• تنبيه: قول نبي الله عيسى ﵇: «إِنِّي اتُّخِذْتُ إِلَهًا مِنْ دُونِ اللَّهِ» (١) لكن في «صحيح البخاري» رقم (٤٧١٢) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: «فَيَقُولُ عِيسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ قَطُّ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ- وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْبًا- نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ … » (٢) وفي «صحيح مسلم» (١٩٤) وفيه: «وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْبًا».

• الحديث الثاني: حديث أنس ﵁، أخرجه أحمد في «مسنده» رقم (١٢٤٦٩): حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ يَزِيدَ- يَعْنِي ابْنَ الْهَادِ-، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنِّي لَأَوَّلُ النَّاسِ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْ جُمْجُمَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَأُعْطَى لِوَاءَ الْحَمْدِ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ».

تابع يونسَ- وهو ابن محمد المؤدب- جماعةٌ-شعيب بن الليث (٣) وعبد الله ابن الحكم كما عند ابن خُزيمة (٢/ ٧١٠)، وأبو سلمة الخُزاعي كما عند أحمد (١٢٤٧٠)، وعبد الله بن صالح، أخرجه الدارمي في «سننه» (٥٣) -.

خالفهم قُتيبة بن سعيد فقال: عن الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أنس. أخرجه الآجُري في «الشريعة» (٨٠٩) وفيه: «لواء الحمد» وسعيد بن أبي هلال لم يَسمع من أنس ﵁ كما أشار أبو حاتم. ورواية الجماعة عن الليث وفيهم ابنه شعيب- أرجح.

---

(١) وفي رواية الترمذي (٣١٤٨): «إِنِّي عُبِدْتُ مِنْ دُونِ اللَّهِ».
(٢) وقال الشيخ مقبل بن هادي ﵀ في «الشفاعة» (ص: ٣٩): ويُستنكَر في هذا الحديث قول عيسى: «إني اتُّخذت إلهًا من دون الله» ففي الصحيح أنه لم يَذكر ذنبًا، على أن هذا لا يُعَد ذنبًا لعيسى، والله أعلم.
(٣) أخرجه النَّسائي في «سننه الكبرى» (٧٦٤٣) دون «لواء الحمد».