للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعاصي تُذهِب المُلك

قال الإمام أحمد في «مسنده» رقم (٤٣٨٠): حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ: قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ، فِي قَرِيبٍ مِنْ ثَمَانِينَ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ، لَيْسَ فِيهِمْ إِلَّا قُرَشِيٌّ، لَا وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ صَفْحَةَ وُجُوهِ رِجَالٍ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ وُجُوهِهِمْ يَوْمَئِذٍ، فَذَكَرُوا النِّسَاءَ فَتَحَدَّثُوا فِيهِنَّ، فَتَحَدَّثَ مَعَهُمْ حَتَّى أَحْبَبْتُ أَنْ يَسْكُتَ. قَالَ: ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: «أَمَّا بَعْدُ، يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، فَإِنَّكُمْ أَهْلُ هَذَا الْأَمْرِ، مَا لَمْ تَعْصُوا اللَّهَ، فَإِذَا عَصَيْتُمُوهُ بَعَثَ عَلَيْكُمْ مَنْ يَلْحَاكُمْ (١) كَمَا يُلْحَى هَذَا الْقَضِيبُ» لِقَضِيبٍ فِي يَدِهِ، ثُمَّ لَحَا قَضِيبَهُ فَإِذَا هُوَ أَبْيَضُ يَصْلِدُ (٢).

وتابع يعقوبَ- وهو ابن إبراهيم بن سعد- يعقوبُ بن حميد، أخرجه ابن أبي عاصم في «السُّنة» (١٥٠٤)، وتابعهما مصعب، هو الزُّبيري، أخرجه أبو يعلى (٥٠٢٤).

وعلة هذا الخبر عدم سماع عُبيد الله بن عبد الله من ابن مسعود، كما في «جامع التحصيل» (٣) لكن تابعه عُبيد الله بن القاسم، أو القاسم بن عُبيد الله (٤) كما في


(١) يُقَالُ: لَحَوْتُ الشّجَرة، ولَحَيْتُها، والْتَحَيْتُها، إِذَا أخَذْت لِحَاءَها، وهُو قِشْرها. كما في «النهاية في غريب الحديث والأثر» (٤/ ٢٤٣) لابن الأثير. والمراد: مَنْ يَغلب عليكم.
(٢) (يَصْلِدُ) كـ (يَضرِب)، أي: يَبرق ويبص. كما في «حاشية السندي على مسند أحمد» (٥/ ٢٦٥).
(٣) قال ابن حجر في «فتح الباري» (١٣/ ١١٦): وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ، إِلَّا أَنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَمِّ أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، وَلَمْ يُدْرِكْهُ.
(٤) مجهول لدى الباحث.

<<  <  ج: ص:  >  >>