أولًا- الأصل في القدمين المكشوفتين الغَسل، قال تعالى: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: ٦] على قراءة متواترة (١).
ثانيًا- ثَبَتت الأخبار في صفة وضوء النبي ﷺ، وأنه غَسَل قدميه، من حديث عثمان ﵁ وعبد الله بن زيد، والأصوب في حديث ابن عباس ﵄، وكذلك حديث علي ﵁.
وإليك البيان:
أما حديث ابن عباس ﵄، فأخرجه أبو داود في «سُننه» رقم (١٣٧): حَدَّثَنَا عُثمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثنا زَيْدٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: قَالَ لَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ: أَتُحِبُّونَ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَتَوَضَّأُ؟ فَدَعَا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ، فَاغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ اليُمْنَى، فَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ،
(١) اختلفوا في نصب اللام وخفضها. ففي «المبسوط في القراءات العَشْر» (ص: ١٨٤): قرأ أبو جعفر وأبو عمرو وابن كثير، وعاصم في رواية أبي بكر، وحمزة وخَلَف: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ﴾ بالخفض. وقرأ نافع وابن عامر، وعاصم في رواية حفص، والكسائي ويعقوب: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ﴾ بالنصب.