[حكم النوم على البطن]
• ورد فيه عن جماعة من الصحابة، أشهرهم طِخْفة بن قيس الغِفَاري، وأبو هريرة، وأبو ذر، وأبو أُمَامة، وأنس، ﵃.
وكل هذه الأخبار يرجع بعضها إلى بعض.
وإليك البيان:
١ - طِخْفة بن قيس، أخرجه أحمد (١٥٥٤٣): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ طِخْفَةَ بْنِ قَيْسٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: كَانَ أَبِي مِنْ أَصْحَابِ الصُّفَّةِ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ بِهِمْ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْقَلِبُ بِالرَّجُلِ (١)، الرَجُلُ بِالرَّجُلَيْنِ، حَتَّى بَقِيتُ خَامِسَ خَمْسَةٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «انْطَلِقُوا».
فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ إِلَى بَيْتِ عَائِشَةَ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَطْعِمِينَا»، فَجَاءَتْ بِحَشِيشَةٍ (٢) فَأَكَلْنَا، ثُمَّ جَاءَتْ بِحَيْسَةٍ (٣) مِثْلَ الْقَطَاةِ (٤)، فَأَكَلْنَا.
(١) أي: يرجع إلى أهله، ومنه قوله تعالى ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (٨) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا﴾ [الانشقاق: ٧ - ٩] وفي زيارة صفية زوجه ﷺ له في اعتكافه: «فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً، ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ، فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ مَعَهَا يَقْلِبُهَا» أخرجه البخاري (٢٠٣٥)، ومسلم (٢١٧٥).(٢) في «عون المعبود» (٩/ ٢٣١٧): قوله: «فَجَاءَتْ بِحَشِيشَةٍ» هُوَ طَعَامٌ يُصْنَعُ مِنْ حِنْطَةٍ قَدْ طُحِنَتْ بَعْضَ الطَّحْنِ وَطُبِخَتْ، وَتُلْقَى فِيهِ لَحْمٌ أَوْ تَمْرٌ.(٣) في «عون المعبود» (٩/ ٢٣١٧): بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَسُكُونِ التَّحْتِيَّةِ: طَعَامٌ يُتَّخَذُ مِنْ تَمْرٍ وَسَوِيقٍ وَأَقِطٍ وَسَمْنٍ.(٤) في «عون المعبود» (٩/ ٢٣١٧): (مِثْلَ الْقَطَاةِ) بِفَتْحِ الْقَافِ: ضَرْبٌ مِنَ الْحَمَامِ، وَكَأَنَّهُ شُبِّهَ فِي الْقِلَّة، قَالَهُ السِّنْدِيُّ.قُلْت: وَيَحْتَمِل أَنَّهُ شَبَّهَ عَائِشَة بِالْقَطَاةِ بِالصِّدْقِ وَالْوَفَاء، وَالْعَرَب تَضْرِب الْأَمْثَال بِالْقَطَاةِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute