٣ - أورد ابن الحاج في «المدخل» حديثاً مرفوعاً بلفظ: «إذا أتى الرجل المسجد فأكثر من الكلام فتقول الملائكة له: اسكت يا ولي الله. فإن زاد فتقول له: اسكت يا بغيض الله. فإن زاد فتقول له: اسكت عليك لعنة الله»(٢).
• ثانيًا: الأدلة بالجواز:
منها ما أخرجه مسلم في «صحيحه»(٦٧٠) من طريق سِمَاك بن حرب قال: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ اللهِ ﷺ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَثِيرًا، كَانَ لَا يَقُومُ مِنْ مُصَلَّاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ- أَوْ: الْغَدَاةَ- حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ قَامَ، وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَيَضْحَكُونَ وَيَتَبَسَّمُ.
• ثالثًا أقوال الفقهاء:
ذهب الجمهور- الأحناف (٣) والمالكية (٤) والحنابلة (٥) - إلى الكراهة. خلافًا للشافعية فجوزا الكلام المباح (٦).
(١) «تذكرة الحفاظ» (ص: ٢٥) لابن القيسراني. (٢) لم يقف عليه الباحث مسندًا، وإنما هو في «تخريج أحاديث إحياء علوم الدين» (١/ ٤٤٠). (٣) وفي «الدر المختار وحاشية ابن عابدين» (٦/ ٤١٨): قوله: (يُكرَه الكلام في المسجد) ورد أنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، وحَمَله في «الظهيرية» وغيرها على ما إذا جلس لأجله. (٤) وفي «المَدخل» (٢/ ٢٢٧) لابن الحاج: وينهى الناس عما يفعلونه من الحلق والجلوس جماعة في المسجد للحديث في أمر الدنيا وما جرى لفلان وما جرى على فلان، وقد تَقدَّم ما ورد في الحديث من أن الكلام في المسجد بغير ذكر الله تعالى يأكل الحسنات أكل النار الحطب، فينهاهم ويُفرِّق جمعهم. (٥) وفي «كشاف القناع» (٢/ ٣٦٩): (ويُكرَه فيه) أي: المسجد (الخوض والفضول) من الكلام (وحديث الدنيا). (٦) قال النووي في «المجموع» (٢/ ١٧٧): يجوز التحدث بالحديث المباح في المسجد وبأمور الدنيا وغيرها من المباحات وإِنْ حَصَل فيه ضحك ونحوه ما دام مباحًا؛ لحديث جابر بن سَمُرة.