تضافرت الأدلة على تحريم الخمر وأنها من عمل الشيطان، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: ٩٠] وأن مَنْ شربها في الدنيا حُرِمَها في الآخرة، ففي حديث ابن عمر ﵄:«وَمَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فِي الدُّنْيَا فَمَاتَ وَهُوَ يُدْمِنُهَا لَمْ يَتُبْ، لَمْ يَشْرَبْهَا فِي الْآخِرَةِ»(١) نفي عن شاربها الإيمان، ففي الحديث:«لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ»(٢)
ولَعَنه النبي ﷺ في حديثَي ابن عمر وابن عباس ﵄.
وقال الفخر الرازي في «تفسيره»(١٠/ ٦١): الأمة مُجمِعة على أن شرب قطرة واحدة من الخمر من الكبائر (٣).
وردت أخبار في مدمن الخمر وأنه لا يَدخُل الجنة من حديث ابن عمرو، وابن عباس، وأنس، وأبي سعيد، وأبي أُمامة، وأبي الدرداء، وأبي قتادة، وابن عمر، وعثمان بن أبي العاص، وجابر، وأن أشهرها حديث عبد الله بن عمرو ﵄، أخرجه النَّسائي في «السنن» رقم (٥٦٧٢): أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ نُبَيْطٍ، عَنْ جَابَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
(١) أخرجه مسلم (٢٠٠٣) والبخاري (٥٥٧٥) ولفظ البخاري: «مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ لَمْ يَتُبْ مِنْهَا، حُرِمَهَا فِي الآخِرَةِ» ولم يذكر الإدمان فليُحرَّر. (٢) أخرجه البخاري (٢٤٧٥) ومسلم (٥٧) من حديث أبي هريرة ﵁. (٣) وانظر مزيدًا في «الجامع لكبائر الذنوب» (ص/ ٢٨٠ - ٢٨٨).