• أما السلام فمستنده عموم قوله تعالى: ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾ [النمل: ٥٩]، وقوله تعالى نصًّا: ﴿وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ﴾ [الصافات: ١٨١](١).
• وما أخرجه ابن أبي عاصم في «الصلاة على النبي ﷺ» رقم (٧٠): حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا سَلَّمْتُمْ عَلَيَّ فَسَلِّمُوا عَلَى المُرْسَلِينَ».
وهذا إسناد صحيح، وتابع شيبانَ على الوصل عمرانُ القطان، وإن كان في رواية عمران عن قتادة ضعف، أخرجه أبو نُعيم في «أخبار أصبهان»(٢٩٤). وخالفهما سعيد بن أبي عَروبة فأرسله، أخرجه الطبري في «تفسيره»(٧٣٥٨).
• والخلاصة: أنه لا مانع من حمل الحديث على الوجهين، وقتادة إمام يتحمل، أما شيخنا فاختار الإرسال كما سيأتي.
(١) فيه قولان: ١ - السلام على المرسلين باللفظ، كما جاء في الخبر إن صح. ٢ - قِيلَ: مَعْنَى ﴿وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ﴾ [الصافات: ١٨١] أَيْ: أَمْنٌ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ﷿ يَوْمَ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ. انظر «تفسير القرطبي» (١٥/ ١٤٢).