(١) وهنا أمران: الأول: بيان المكان أن زغابة بالإفراد بَيْنَ مَقْصَرِ حَرَّةِ الْمَدِينَةِ الْغَرْبِيَّةِ وَسَلْعٌ، وَالْغَابَةُ مِنْ الْجِهَةِ الْمُقَابِلَةِ مِنْ الْوَادِي، مِنْ أُحُدٍ وَغَرْبٍ وَشَمَالٍ، وَعَلَى ضَوْءِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ نَسْتَطِيعُ أَنْ نُحَدِّدَ زَغَابَةَ بِأَنَّك إذَا خَرَجْت مِنْ سَلْعٍ تُرِيدُ بِئْرَ رُومَةَ مَرَرْت فِي زَغَابَةَ، فَهِيَ حَتْمًا غَيْرُ الْغَابَةِ. انظر «معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية» (ص: ٢٨١). الثاني: من حيث الزمان فكلام ابن إسحاق يفيد أنها عقب الخندق واختار العلامة أحمد شاكر أنها في حادثة العرنيين حيث قال في تحقيقه على «المسند» (٨/ ٣٢): وهذا لا ينفي صحة الموضع الآخر "زغابة". لأن هذه الحادثة لم تكن عقب غزوة الخندق، بل كانت في حادثة العرنيين - المشهورة - الذين استاقوا إبل رسول الله ﷺ، وقد حكى قصتها ابن سعد في الطبقات ٢/ ١/ ٦٧، في سرية كرز بن جابر …