للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل يجوز اتخاذ المسجد مكانًا للصناعة؟

• اختُلف في المسألة على أقوال والأصل فيها:

١ - ما أخرجه ابن عَدي في «الكامل» رقم (١٥٥٧٧): أخبرنا أحمد بن السندي ابن فروخ بالبصرة، وإسحاق بن أحمد بن جعفر بتنيس، قالا: حدثنا محمود بن خداش، حدثنا محمد بن مجيب، حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جَده علي بن أبي طالب قال: صليت العصر مع عثمان أمير المؤمنين، فرأى خياطًا في ناحية المسجد فأمر بإخراجه، فقيل له: يا أمير المؤمنين، إنه يكنس المسجد، ويغلق الأبواب، ويرش أحيانًا. فقال عثمان: إني سمعتُ رسول الله يقول: «جَنِّبوا صناعكم عن مساجدكم».

ومحمد بن مجبب كذبه ابن معين، وقال أبو حاتم: ذاهب الحديث. وقال ابن عَدي: ومحمد بن مجيب ليس له كثير حديث، ويُحدِّث عن جعفر بن محمد بأشياء غير محفوظة وهذا الحديث منها. وذَكَر هذا الحديث ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (٦٧٨).

٢ - وما أخرجه مسلم في «صحيحه» رقم (٢٨٥): حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ - وَهُوَ عَمُّ إِسْحَاقَ - قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللهِ ، إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَامَ يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ : مَهْ مَهْ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «لَا تُزْرِمُوهُ، دَعُوهُ» فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: «إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلَا الْقَذَرِ، إِنَّمَا هِيَ

<<  <  ج: ص:  >  >>