قال الإمام البخاري في «صحيحه» رقم (٤٨٥٩): حَدَّثَنَا مُسْلِمٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجَوْزَاءِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄:«﴿اللَّاتَّ﴾ رَجُلًا يَلُتُّ سَوِيقَ الْحَاجِّ».
مسلم هو ابن إبراهيم، وتابعه ابن مهدي، أخرجه الطبري في «تفسيره»(٢٢/ ٥٢٣)، وشيبان بن فَرُّوخ، كما في «المخلصيات»(١٠٣٠)، وأبو الوليد الطيالسي في «تالي تلخيص المُتشابِه»(٣٣٤٠).
وأبو الأشهب هو جعفر بن حيان، ثقة. وأبو الجوزاء هو أوس بن عبد الله، ثقة كذلك، وتابعه أبو صالح باذام، وهو ضعيف، واختُلف عليه وصلًا عن ابن عباس (١)، أخرجه الفراء في «معاني القرآن»(٨٧) وفيه: (كان رجل من التجار يَلُت السَّويق لهم عند اللات، وهو الصنم ويبيعه، فسَمَّتْ بذلك الرجل). لكن في سنده الكلبي محمد بن السائب، وهو متهم بالكذب.
الخلاصة: أن الأثر في البخاري، ورجاله ثقات، وسماع أبي الجوزاء (ت/ ٨٣) من ابن عباس (ت/ ٦٨)، فبينهما خمس عشرة سنة. وقال أبو الجوزاء، كما في «الوافي في الوَفَيات»(٩/ ٢٥٢): صحبتُ ابن عباس اثنتي عشرة سنة، فما بقي في القرآن آية إلا سألتُه عنها.
(١) وتارة إسرائيل بن يونس عن أبي صالح قوله، أخرجه الطبري (٢٢/ ٥٢٣)، وفي سنده أحمد بن هشام، مجهول، قاله الباحث.