٢ - عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ قَالَ: قَالَتْ قُرَيْشٌ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ: إِنَّمَا جُلَسَاؤُكَ عَبْدُ بَنِي فُلَانٍ وَمَوْلَى بَنِي فُلَانٍ، فَلَوْ ذَكَرْتَ آلِهَتَنَا بِشَيْءٍ جَالَسْنَاكَ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِيكَ أَشْرَافُ الْعَرَبِ، فَإِذَا رَأَوْا جُلَسَاءَكَ أَشْرَافَ قَوْمِكَ كَانَ أَرْغَبَ لَهُمْ فِيكَ. قَالَ: فَأَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ١٩ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ٢٠﴾، قَالَ: فَأَجْرَى الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِهِ: (تِلْكَ الْغَرَانِيقُ الْعُلَا، وَشَفَاعَتُهُنَّ تُرْجَى، مِثْلُهُنَّ لَا يُنْسَى).
قَالَ: فَسَجَدَ النَّبِيُّ حِينَ قَرَأَهَا، وَسَجَدَ مَعَهُ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ، فَلَمَّا عَلِمَ الَّذِي أُجْرِيَ عَلَى لِسَانِهِ، كَبُرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ
= وروايتهما أصح وأثبت، وما شك فيه رجع للأصل وهو الإرسال.وخالفهم (يحيى بن سعيد، وعفان وغُنْدَر في وجه، وحفص بن عمر، وسليمان بن حرب، وإسرائيل وعثمان بن جبلة، وغيرهم) عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ﵁، قَالَ: قَرَأَ النَّبِيُّ ﷺ (النَّجْمَ) بِمَكَّةَ، فَسَجَدَ فِيهَا وَسَجَدَ مَنْ مَعَهُ غَيْرَ شَيْخٍ، أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى أَوْ تُرَابٍ، فَرَفَعَهُ إِلَى جَبْهَتِهِ، وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا. فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ قُتِلَ كَافِرًا.أخرج جُل هذه الروايات البخاري (١٠٦٧، ١٠٧٠)، ومسلم (٥٧٨).ورواه عثمان بن الأسود واختُلف عنه:فرواه أبو عاصم النبيل عنه، أخرجه المقدسي في «المختارة» (٣٥٨٦)، وفي سنده محمد بن علي المقري، مجهول.وخالفه يحيى بن زكريا فأرسله، أخرجه الواحدي في «الأسباب» (٦٤٧)، وهو الأرجح لحُسْن إسناده.قال البزار: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ ﷺ بِإِسْنَادٍ مُتَّصِلٍ عَنْهُ، يَجُوزُ ذِكْرُهُ، إِلَّا بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا أَسْنَدَ هَذَا الْحَدِيثَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِلَّا أُمَيَّةُ، وَلَمْ نَسْمَعْهُ إِلَّا مِنْ يُوسُفَ بْنِ حَمَّادٍ، وَكَانَ ثِقَةً، وَغَيْرُ أُمَيَّةَ يُحَدِّثُ بِهِ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ مُرْسَلًا.وَإِنَّمَا هَذَا الْحَدِيثُ يُعْرَفُ عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأُمَيَّةُ ثِقَةٌ مَشْهُورٌ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute