ويحمل قوله:(لما نزلت جَمَع) أي: بعد ذلك، لا أن الجمع وقع على الفور، ولعله كان نزل أولًا ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ فجَمَع قريشًا فعم ثم خص كما سيأتي، ثم نزل ثانيًا:(ورهطَك منهم المُخلَصين) فخَصَّ بذلك بني هاشم ونساءه، والله أعلم.
وفي هذه الزيادة تعقب على النووي حيث قال في «شرح مسلم»: إن البخاري لم يُخرجها، أعني:(ورهطَك منهم المُخلَصين) اعتمادًا على ما في هذه السورة، وأَغْفَلَ كونها موجودة عند البخاري في (سورة تبت) قوله: لما نزلت ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ زاد في تفسير (تبت) من رواية أبي أسامة عن الأعمش بهذا السند، (ورهطَك منهم المُخلَصين) وهذه الزيادة وَصَلها الطبري من وجه آخَر عن عمرو بن مُرَّة، أنه كان يَقرؤها كذلك (١).
قال القرطبي: لعل هذه الزيادة كانت قرآنًا فنُسخت تلاوتها. ثم استَشكل ذلك بأن المراد إنذار الكفار، و (المُخلَص) صفة المؤمن، والجواب عن ذلك أنه لا يمتنع عطف الخاص على العام، فقوله: ﴿وأنذر عشيرتك﴾ عام فيمن آمن منهم ومَن لم يؤمن، ثم عطف عليه الرهط المُخلَصين تنويهًا بهم وتأكيدًا.