للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَخْبَرَتْنِي أُمُّ مُبَشِّرٍ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ ، يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ: «لَا يَدْخُلُ النَّارَ- إِنْ شَاءَ اللهُ- مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ، الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا» قَالَتْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. فَانْتَهَرَهَا، فَقَالَتْ حَفْصَةُ: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ [مريم: ٧١] فَقَالَ النَّبِيُّ : «قَدْ قَالَ اللهُ ﷿: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا﴾ [مريم: ٧٢]».

وتابع أبا الزبير أبو سفيان وعنه الأعمش، أخرجه أحمد (٢٧٠٤٢)، وحَكَى الدارقطني في «علله» (٣٩٤٩) الخلاف في سند الأعمش، هل هو من مسند أم مُبشِّر أو من مسند حفصة؟

٣ - حديث أبي هريرة في الشفاعة، وفيه: «فَيُضْرَبُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ، فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنَ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ» (خ/ ٨٠٦، م/ ١٨٢) واللفظ للبخاري.

٤ - حديث أبي سعيد، وفيه: «ثُمَّ يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ، وَتَحِلُّ الشَّفَاعَةُ، وَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ، سَلِّمْ» قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْجِسْرُ؟ قَالَ: «دَحْضٌ مَزِلَّةٌ، فِيهِ خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ وَحَسَكٌ تَكُونُ بِنَجْدٍ، فِيهَا شُوَيْكَةٌ يُقَالُ لَهَا: السَّعْدَانُ، فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُونَ كَطَرْفِ الْعَيْنِ، وَكَالْبَرْقِ، وَكَالرِّيحِ، وَكَالطَّيْرِ، وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ، وَمَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ» (خ/ ٧٤٣٩، م/ ١٨٣) واللفظ لمسلم.

القول الثالث: المراد بالورود: الحضور والرؤية لا الدخول.

ومستنده قوله عن نبيه موسى : ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ﴾ [القصص: ٢٣].

قال ابن كثير في «تفسيره» (٦/ ٢٠٣): (ولما ورد ماء مدين) أي: لما وصل إلى مدين وورد ماءها.

القول الرابع: الورود في حق المؤمنين هو ما يصيبهم من الحُمى في الدنيا.

ومستنده ما أخرجه أحمد في «مسنده» رقم (٢٢١٦٥): حَدَّثَنَا يَزِيدُ- هُوَ ابْنُ

<<  <  ج: ص:  >  >>