للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ زِيَادٌ: حَدَّثَنِي هَذَا الشَّيْخُ أَنَّ رَجُلًا صَلَّى خَلْفَ الصَّفِّ وَحْدَهُ - وَالشَّيْخُ يَسْمَعُ- فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ أَنْ يُعِيدَ الصَّلَاةَ.

تابع حصينًا منصور، أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (٢٤٨٢).

خالفهما عمرو بن مُرة، فجعل الواسطة بين هلال ووابصة عمرو بن راشد، أخرجه الترمذي (٢٣١) وأحمد (١٨٠٠٠، ١٨٠٠٥) وأبو داود في «سننه» (٦٨٢) وغيرهم.

وخالفهم شمر بن عطية وهو دونهم، فأسقط الواسطة بين هلال ووابصة، ولفظه: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ عَنْ رَجُلٍ صَلَّى خَلْفَ الصُّفُوفِ وَحْدَهُ، فَقَالَ: «يُعِيدُ الصَّلَاةَ» أخرجه ابن أبي شيبة في «مسنده» (٧٥٢) وأحمد (١٨٠٠٤).

واختَلف العلماء في الترجيح بين عمرو بن مُرة و (منصور وحصين) فرجح الشافعي (١) والإمام أحمد (٢) وأبو حاتم الرازي (٣) إثبات عمرو بن راشد. وخالفهم الدارمي (٤) والترمذي (٥) فرجحا زياد بن أبي الجعد.


(١) كما سيأتي.
(٢) قال الدارمي في «سننه» (١٣٢٢): كان أحمد بن حنبل يُثبِت حديث عمرو بن مُرة، وأنا أذهب إلى حديث يزيد بن زياد بن أبي الجعد.
(٣) سُئل أبو حاتم كما في «العلل» (٢٧١) عن أيهما أشبه، فقال: عمرو بن مُرة أحفظ.
(٤) سبق كلامه في الهامش.
(٥) وقال الترمذي: حديث حسن. ثم حكى الخلاف وقال: وَفِي حَدِيثِ حُصَيْنٍ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هِلَالًا قَدْ أَدْرَكَ وَابِصَةَ، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الحَدِيثِ فِي هَذَا، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ- أَصَحُّ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: حَدِيثُ حُصَيْنٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ- أَصَحُّ. وَهَذَا عِنْدِي أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ؛ لِأَنَّهُ قَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ زِيَادِ ابْنِ أَبِي الجَعْدِ، عَنْ وَابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>