للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرثع عن قيس- أو ابن قيس، رجل من جعفي- عن عمر. أخرجه أحمد (٢٦٥) (١).

وجهة من يصحح هذا الخبر:

١ - ترجيح رواية الأعمش على رواية الحسن بن عبيد الله؛ لكَوْن الأعمش من أصحاب إبراهيم المتثبتين فيه، فقد قال الدارقطني في «علله» (٢٩١): وقد ضَبَط الأعمش إسناده، وحديثُه هو الصواب. قيل له: فإن البخاري فيما ذكره أبو عيسى عنه حَكَم بحديث الحكم بن عُبيد الله على حديث الأعمش. فقال: وقول الحسن بن عبيد الله عن القرثع غير مضبوط؛ لأن الحسن بن عبيد الله ليس بالقوي ولا يقاس بالأعمش.

٢ - إثبات سماع علقمة من عمر، فقد أخرج ابن أبي شيبة في «مصنفه» رقم (٢٣٩٠): نَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، أَنَّهُ انْطَلَقَ إِلَى عُمَرَ، فَقَالُوا لَهُ: احْفَظْ لَنَا مَا اسْتَطَعْتَ. فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: فِيمَا حَفِظْتُ أَنَّهُ تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ، وَنَثَرَ مَرَّتَيْنِ، فَلَمَّا كَبَّرَ- أَوْ: فَلَمَّا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ- قَالَ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ».


(١) قال الإمام أحمد في «مسنده» رقم (٢٦٥): حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنِ الْقَرْثَعِ- عَنْ قَيْسٍ- أَوْ: ابْنِ قَيْسٍ، رَجُلٍ مِنْ جُعْفِيٍّ- عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ وَأَنَا مَعَهُ وَأَبُو بَكْرٍ، عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَهُوَ يَقْرَأُ، فَقَامَ فَتَسَمَّعَ قِرَاءَتَهُ، ثُمَّ رَكَعَ عَبْدُ اللَّهِ وَسَجَدَ. قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «سَلْ تُعْطَهْ، سَلْ تُعْطَهْ». قَالَ: ثُمَّ مَضَى رَسُولُ اللَّهِ ، وَقَالَ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ، فَلْيَقْرَأْهُ مِنَ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ».
قَالَ: فَأَدْلَجْتُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ لِأُبَشِّرَهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ . قَالَ: فَلَمَّا ضَرَبْتُ الْبَابَ - أَوْ قَالَ: لَمَّا سَمِعَ صَوْتِي - قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ قُلْتُ: جِئْتُ لِأُبَشِّرَكَ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ . قَالَ: قَدْ سَبَقَكَ أَبُو بَكْرٍ. قُلْتُ: إِنْ يَفْعَلْ فَإِنَّهُ سَبَّاقٌ بِالْخَيْرَاتِ، مَا اسْتَبَقْنَا خَيْرًا قَطُّ إِلَّا سَبَقَنَا إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>