أما حديث ابن عمرو ﵁ فأخرجه الإمام البخاري في «صحيحه» رقم (٦٠): حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ عَارِمُ بْنُ الفَضْلِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهَكَ، عَنْ عَبدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِيُّ ﷺ فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلَاةُ، وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ:«وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ» مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا.
تابع عارمَ بن الفضل جماعة- مُسدَّد وموسى عند البخاري (٩٦، ١٦٣)، وشيبان وأبو كامل الجَحدري عند مسلم (٢٤١)، وعفان بن مسلم عند أحمد (٧٠٩٦، ٧٢٢٤)، وأبو الوليد وعبد الرحمن بن المبارك عند النسائي في «السنن الكبرى»(٥٨٥٤، ٥٨٥٥) -.
وخالف يوسفَ بن مَاهَك أبو يحيى الأعرج … به وقال:«وأعقابهم تلوح لم يمسها الماء» أخرجه مسلم (٢٤١) من رواية جرير عن منصور. وتابعه الثوري،
(١) قال ابن حجر في «فتح الباري» (١٠/ ٨٢): قوله: (فشَرِب وغَسَل وجهه ويديه) وذَكَر رأسه ورجليه، كذا هنا، وفي رواية بهز: (فأَخَذ منه كفًّا فمسح وجهه وذراعيه ورأسه ورجليه) وكذلك عند الطيالسي: (فغَسَل وجهه ويديه ومسح على رأسه ورجليه) ومثله في رواية عمرو ابن مرزوق عند الإسماعيلي. ويؤخذ منه أنه في الأصل ومسح على رأسه ورجليه وأن آدم توقف في سياقه فعبر بقوله: (وذكر رأسه ورجليه) ووقع في رواية الأعمش: (فغَسَل يديه ومضمض واستنشق ومسح بوجهه وذراعيه ورأسه) وفي رواية علي بن الجعد عن شعبة عند الإسماعيلي: (فمسح بوجهه ورأسه ورجليه) ومن رواية أبي الوليد عن شعبة ذكر الغسل والتثليث في الجميع، وهي شاذة مُخالِفة لرواية أكثر أصحاب شعبة، والظاهر أن الوهم فيها من الراوي عنه: أحمد بن إبراهيم الواسطي شيخ الإسماعيلي فيها، فقد ضعفه الدارقطني.