= عشرته. حتى وفي إحدى الليالي عَرَض والدي على شيخنا أمري، وأخبره أنه أوقفني للدعوة إلى الله وتعليم العلم، فاقترح الشيخ على والدي أن أسكن في بلدته مع طلبة العلم وأقيم بها؛ حتى أتعلم الحديث رواية ودراية، ففَرِح والدي ﵀ ودَفَع بي إلى الشيخ وقال له: هو لله ولن يضيعه ربه. فجاورتُ الشيخ في بلدته فأحسن استقبالي ونزولي عنده، وكان يتفقدني كل يوم ويسألني عن قدر التحصيل الذي حصلتُه والاستفادة التي استفدتها، كعادته مع طلابه، وكان عمري وقتها عشرين عامًا تقريبًا. وبدأت بدراسة الحديث على يد عدد من طلابه: ١ - الشيخ المحقق أبو مصعب طلعت الحلواني، وكان وقتها يَطبع رسائل ابن رجب الحنبلي، وكنا نطابق بعضها معه، وكنا نقرأ عليه بعد الفجر «علل الترمذي» و «الجَرح والتعديل» لابن أبي حاتم. وكان يَحضر معي الشيخ أبو محمد حازم الشربيني والشيخ هاني الدميري وغيرهما. ٢ - والشيخ محمد العلاوي، وقرأنا على يديه «النكت على ابن الصلاح» و «الباعث الحثيث» و «نزهة النظر». ٣ - والشيخ د/ رمزي بن صادق، وحفظتُ على يديه متن «نخبة الفِكر» ودرستُ «حلية طالب العلم» على يديه، وكان صاحب سمت وخُلق وحِرص على ملازمة السُّنة. ٤ - الشيخ أحمد العيسوي، فدرستُ عليه «تيسير أصول الفقه» للجديع، و «منتقى الأخبار» للشوكاني، و «القواعد الفقهية»، وحفظتُ عنده «الدرر البهية» للشوكاني، وكانت المجالس تُعقَد بمكتبته في مسجده بعد الشروق، وتمتد إلى الظهر أحيانًا. ٤ - وكنت أحضر كل يوم بعد الظهر مجلس العرض لشيخنا، فيَفتتح المجلس بـ «سُنن الترمذي» ثم قراءة «صحيح مسلم» بأداء الشيخ شعبان السنجيدي، وكنتُ أعرض على الشيخ بعض الأحاديث، وذلك في بداية تدريبي على التحقيق والتخريج الموسع، وأستفيد من عرض إخواني الباحثين، وممن استفدت من عرضه الشيخ محمد بن علي حلاوة في كتابه «الجامع في الصيام». * وكنت أحضر لشيخنا مجلسَي التفسير وشرح البخاري يومَي الأحد والأربعاء، بعد المغرب والعشاء من كل أسبوع. * وللشيخ مجلس أسبوعي كل سبت بعد الظهر، في قراءة البخاري والتعليق عليه، وكتاب «الإلزامات والتتبع» وقد انتهيتُ من دراسته والاختبار فيه، وكان معي في هذا د. محمد بن حامد وهو رفيق دربي في هذا المجلس وهو الآن دكتور في جامعة الأزهر بقسم التفسير، =