للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= على تشجيع الطلاب وتعليمهم الإمامة وحُسْن الأداء، ثم لما ختمتُ القرآن على يديه أجازني برواية حفص عن عاصم.
وقد حصلتُ على «شهادة معهد القراءات» بالأزهر الشريف من محافظة الدقهلية.
وقرأتُ على الشيخ حافظ الصانع ، في مسجد التوحيد بالمنصورة، وكذا في بيته، واختبرني أكثر من مرة في مسجد التوحيد، فكان دائمًا ما يَرفع من همتي ويقول لي: استمر فأنت على خير إن شاء الله.
وكنتُ أراجع كل يوم ثلاثة أجزاء على الشيخ سلامة ، الذي أوقف نفسه للقرآن، فكان قد جاوز الثمانين من عمره أو أكثر، وما زال يَحرص على تحفيظ الطلاب القرآن بلا مقابل، وكان مما أكرمني الله به أن أحبني، فكان يصحبني إلى بيته حتى في وقت راحته، فأقرأ عليه القرآن ولا يمل من كثرة تسميعي له، حتى إني أذكر أنه كان لا ينقطع حتى أثناء طعامه وشرابه، يقول لي: أَكمِل ولا تتوقف. وكنت إذا غبتُ عنه لامني، فإذا اعتذرت لدراستي أو لاختبارات عندي غضب ولامني وقال: كيف تَترك كتاب الله؟! وقد ختمتُ على يديه ختمات كثيرة إلى أن أجازني بتحفيظ القرآن الكريم.
ثم بدأت رحلتي في طلب العلم على يدي شيخنا أبي هند عبد الغني النفاض وأنا صغير، فكنت أحضر في بيته مجالس الفقه والحديث مع بعض شباب بلدتي، فكان يُدرِّس لنا كتاب «تيسير مصطلح الحديث» للطحان، و «الملخص الفقهي» للفوزان، و «مذكرة أصول الفقه» للشنقيطي، و «الآجرومية»، فاستفدت منه علمًا وخلقًا وأدبًا وكرمًا.
ثم التحقتُ بمعهد إعداد الدعاة بمسجد التوحيد بالمنصورة، فدَرَسْتُ فيه العقيدة على يد الشيخ د/ محمد بن حسان، والفقه على يد الشيخ محمود بن غريب ، واللغة وعلوم القرآن على يد: د. علي بن علي بن علي لقم ، ومصطلح الحديث على يد الشيخ مجدي عرفات، والتفسير على يد الشيخ مصطفى بن العدوي، وغيرهم من الدعاة والمربين.
وبعد عامين من الدراسة والاختبارات في المعهد، حصلتُ على ترخيص خطابة من جمعية أنصار السُّنة، فصرتُ أخطب على منابرها ومساجدها في أنحاء مصر إلى الآن، وأصبحتُ رئيسًا لمكتب من مكاتبها في بلدتي بمسجد النور، الذي قمتُ فيه بالتدريس والدعوة إلى الله ﷿، فأكرمني الله فيه بتدريس العلوم الشرعية من التفسير والفقه واللغة والحديث والآداب وذلك بالمشاركة في مساجد أخرى، منها مسجد والدي (مسجد المصطفى) الذي أصبحتُ فيما بعد إمامًا له.
وكان لشيخنا أبي عبد الله مصطفى بن العدوي مجلس تفسير وفقه كل أسبوع، في مسجد المصطفى، وهو مسجد والدي ، الشهير بالحاج علي أبو عيسى، وكان أبي يستضيف الشيخ بعد المحاضرة لمجالسته؛ إذ إن الشيخ كان يحب مداعبة والدي إياه وحُسْن =

<<  <  ج: ص:  >  >>