للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

• ووجهة مَنْ يُضعِّف:

١ - أن هذا الخبر فيه تكليف واختبار، والقيامة وما بعدها دار جزاء.

وقد أجاب ابن كثير عن هذا بقوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ [القلم: ٤٢].

وبحديث أبي سعيد ، قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ: «يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِئَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ، فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا». (خ/ ٤٩١٩).

٢ - وَرَدَ هذا الخبر موقوفًا فيما أخرجه عبد الرزاق في «تفسيره» رقم (١٥٤١): عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، جَمَعَ اللَّهُ أَهْلَ الْفَتْرَةِ، وَالْمَعْتُوهَ وَالْأَصَمَّ وَالْأَبْكَمَ، وَالشُّيُوخَ الَّذِينَ لَمْ يُدْرِكُوا الْإِسْلَامَ، ثُمَّ يُرْسِلُ رَسُولًا إِلَيْهِمْ أَنْ يَدْخُلُوا النَّارَ»، قَالَ: «فَيَقُولُونَ: كَيْفَ وَلَمْ يَأْتِنَا رَسُولٌ؟» قَالَ: «وَايْمُ اللَّهِ، لَوْ دَخَلُوهَا لَكَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلَامًا. ثُمَّ يُرْسِلُ إِلَيْهِمْ فَيُطِيعُهُ مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يُطِيعَهُ» قَالَ: ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا﴾ [الإسراء: ١٥].

والخلاف السابق على مَعمر في الأسانيد، لكن مؤداها إلى الوقف، ومَعمر يتحمل أن يكون له أكثر من شيخ.

واختار شيخنا أنه أصح الطرق لهذا الخبر، ثم طَلَب نقاشه مرة أخرى.

أفاده الباحث محمد الجَمَّال (١٥) مُحرَّم (١٤٤٦) موافق (٢٢/ ٧/ ٢٠٢٤ م).

*-سبق في «سلسلة الفوائد الحديثية والفقهية» (١/ ٣٧٢):

«أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ» وأن عِلته عبد الرحمن بن ثوبان، والاختلاف عليه، والمُعارِض له.

ثم أضاف الباحث أحمد بن علي علة أخرى، وهي أن عبد الرحمن رواه من قول كعب الأحبار.

<<  <  ج: ص:  >  >>